كيف تتم المشاركة المجتمعية في العادة؟
Jen Palmer avatar
بقلم: Jen Palmer
تم إجراء هذا التحديث منذ أكثر من أسبوع

تتم المشاركة المجتمعية لضمان أن المعلومات حول المرض وتدابير الاستجابة يتم تداولها على نطاق واسع ولتمكين العمل المنسق على مستوى المجتمع المحلي. وعلى النطاق الأوسع. وتولي مبادرات المشاركة المجتمعية اهتماماً كبيراً بما يلي:

  1. تحديد "حراس البوابة" أو أصحاب المصلحة في المجتمع لإجراء مناقشات معهم والتي يمكن من خلالها إيصال المعلومات؛

  2. تحديد أسلوب الاتصال مع كل من أصحاب المصلحة ومجتمعاتهم؛

  3. تحديد القنوات التي يتم من خلالها تسليم واستلام المعلومات.

الطريقة المثلى لنجاح المشاركة المجتمعية تتطلب أن يتم العمل بشكل متواصل، من خلال السلطات الموثوقة وفي شكل حوار ثنائي الاتجاه، مع إجراء بعض الاتصالات وجهاً لوجه. كل من هذه المواضيع ستتم مناقشتها أدناه.

1. رسم شبكة أصحاب المصلحة

تؤكد منظمة الصحة العالمية وشركاؤها على أن المشاركة المجتمعية في وقت تفشي الأمراض يجب أن تقوم على الشبكات الاجتماعية القائمة، وعلى جهود التأهب الموجودة بالفعل. وينبغي أن تحدد سلطات الصحة العامة قدرات المنظمات و الشبكات الاجتماعية وأصحاب المصلحة التي يمكن أن تسهل تطبيق تدابير الصحة العامة من قبل عموم المجتمع. يجب بذل هذه الجهود على مستويات متعددة، بدءً من المقاطعات الوطنية إلى الإدارات المحلية.

ستكون هناك اختلافات في أنواع أصحاب المصلحة وفقاً لمنطقة العمل، وقد يشملون السلطات المحلية والمؤسسات العامة والخاصة والمجموعات المحلية، بالاضافة إلى منظمات المجتمع المدني مثل المنظمات الدينية وشبكات الدفاع عن الحقوق والمجموعات التطوعية والمنظمات التي تسد الثغرات في خدمات الدولة الأساسية وتوفير الرعاية (كما هو الحال في التجمعات السكانية الحضرية العشوائية). ويعد الفهم الواقعي للتنظيمات والعلاقات الاجتماعية الثقافية والسياسية أمر ضروري، لضمان أن أصحاب المصلحة المكلفين بالتواصل ومناقشة المعلومات موثوق بهم من قبل أفراد المجتمع المحلي بمختلف أطيافه.

المثال أدناه يصف كيفية تحديد أصحاب المصلحة في منطقة من غينيا خلال تفشي فيروس إيبولا في غرب أفريقيا.

عمليات المشاركة المجتمعية في مجموعة كيسي العرقية في غينيا أثناء تفشي فيروس إيبولا في غرب إفريقيا، كما وصفها ويلكنسون وآخرون:

في مناطق كيسي العرقية في غينيا في عام 2014، واجهت فرق الاستجابة لفيروس إيبولا انعدام الثقة والمقاومة من السكان المحليين ، مما تسبب في عدم القدرة على السيطرة على انتشار فيروس الإيبولا. ولذلك ، طُلب من عالم الأنثروبولوجيا الانضمام إلى البرنامج للمساعدة في فهم التوترات وتخفيفها. كانت إحدى النتائج الرئيسية التي توصل إليها هي أن "قادة المجتمع" الذين اتصلت بهم فرق البرنامج المختلفة لا تتسم بالشرعية بين أفراد المجتمع. واتضح أن اختيار قادة المجتمع قم تم من خلال التحديد الذاتي للفرق ، أو بترشيح من النخبة المهنية أو المدنية أو الجمعيات السياسية التي ربطها السكان المحليون بأنظمة سيئة. للتعرف على الأفراد الموثوق بهم في المجتمع والذين يمكن أن تعمل معهم فرق الاستجابة، أمضى عالم الأنثروبولوجيا ثلاثة أيام يسأل السكان عن قادة المجتمع الذين يثقون بهم ويرشحونهم للتحدث نيابة عنهم. من القائمة الطويلة للأسماء التي تم جمعها، تم تحديد 150 اسماً ظهرت بشكل متكرر في 26 قرية. تضمنت القائمة: ممارسي الطب الشعبي، ورؤساء الغابات المقدسة، والزعماء الدينيين (المسيحيون والمسلمون)، واختصاصيو الختان، والقابلات، والصيادون، والشباب، والمهاجرون العائدون من المدينة، والشيوخ. عقد فريق البرنامج ورشة عمل مع هؤلاء الأشخاص البالغ عددهم 150 شخصاً لمناقشة الاستجابة، وقد أدت في التجربة إلى تقليل المقاومة المجتمعية وبدء التعاون.

في كل مستوى ومرحلة من المشاركة المجتمعية، يجب التفكير في أفضل السبل لإشراك أجزاء من السكان الأكثر عرضة لخطر الإصابة بالمرض أو الذين قد يصعب إمدادهم بالمعلومات والخدمات. وذلك تحتاج البرامج إلى تعديلات لتلبية الاحتياجات والقدرات ومستويات التعرض للخطر بين المجموعات المختلفة .

ويوفر فريق عمل المخاطرالإقليمية والمشاركة المجتمعية، إرشادات لضمان دمج الأشخاص المهمشين والأكثر عرضة للخطر، مع أمثلة علىالإجراءات التي يمكن اتخاذها.

2 أسلوب ونهج الاتصال

أثناء تفشي الأمراض، تُعطي سلطات الصحة العامة الأولوية لمشاركة المعلومات المنقذة للحياة والقابلة للتنفيذ الفوري، لتمكين أصحاب المصلحة من تصميم استراتيجيات مكافحة فعالة، وتمكين الأشخاص المعرضين لخطر المرض من تبني سلوكيات صحية وقائية. وعلى السلطات إدراك أن جودة المعلومات التي تقدمها والأسلوب الذي يتم من خلاله إرسال رسائل الصحة العامة يمكن أن تحفز أو تنفر أصحاب المصلحة والجمهور وتؤثر على سلوكيات الصحة العامة.

وأوضح أخصائيو تغيير السلوك أن على السلطات إدراك الدور الذي تلعبه المعلومات في تعزيز الثقة:

"سيتعاون الناس لتحقيق أهداف مشتركة إذا شعروا أنهم جزء من جهد جماعي مشترك، وإذا كانوا يرون أن الأشخاص الذين يقودون هذا الجهد ينتمون لنفس "الظروف الاجتماعية "ويتصرفون بشكل شرعي نيابة عنهم [.. .] إذا شعر الناس أنهم لم يحصلوا على معلومات كافية للسماح لهم بالقيام بهذه الأعمال الصعبة، أو أن وكالتهم أو من قاموا لاختيارهم أو شعروا بمحاولات للتحكم في حياتهم، فإن شعورهم الترابط مع القادة والمنظمات التي تقدم الإرشاد سيكون عرضة للخطر. ونتيجة لذلك، سيعم الاستياء من توجيهات الصحة العامة وسيتم تطبيقها بشكل غير ملائم أو حتى تجاهلها ".

في الجدول التالي، وضعوا بعض استراتيجيات الاتصال الرئيسية التي يمكن أن تعزز مشاركة المجتمع. وهذا يشمل الشفافية والتفاعل المستمر والمرونة واحترام الاختلاف:

الجدول 1. استراتيجيات الاتصال لتعزيز مشاركة وتعاون المجتمع (ياردلي وآخرون 2020)

على الرغم من أن النصيحة تحتاج إلى تعديلها لتناسب الظروف المختلفة، إلا أن مبادئ التواصل حول مكافحة المرض يجب أن تكون متسقة ويتم التنسيق لها مع الجهات المختلفة. يثق الأشخاص في المعلومات المتسقة التي يرونها تتداول في مصادر أو قنوات متعددة، أياً كانت هذه المعلومات. و ينطبق الشيء نفسه على المعلومات الخاطئة التي يمكن أن تكتسب قوة ومصداقية أثناء تداولها. للحصول على معلومات حول تحديد المعلومات الخاطئة ومعالجتها، راجع هذه المصادر من منصة العلوم الاجتماعية في العمل الإنساني وشبكة CDAC.

يجب ضمان إرسال المعلومات باللغات التي تفضلها المجموعات المختلفة من السكان.

من الطرق الفعالة لضمان استجابة المعلومات لاحتياجات الناس واهتماماتهم، الاستماع إلى ملاحظات السكان على المعلومات التي يتم نشرها بحيث يمكن تخصيصها لتلبية احتياجات المجتمع التي قد تتغير بمرور الوقت.

المزيد من الإرشادات حول كيفية توصيل الرسائل حول كوفيد-19 متوافرة هنا و هنا.

3. قنوات التواصل

لتحقيق الفاعلية المرجوة، يحتاج الفعل الاجتماعي وتغيير السلوك إلى التفاعل مع السكان المستهدفين في مناسبات متعددة، لفترة طويلة من الزمن. وذلك لأن السكان لديهم مجموعة من الأولويات الأخرى وقد لا يستجيبوا إلا بعد الاستماع إلى الرسائل عدة مرات وعبر المصادر متنوعة. اقرأ المزيد عن مبادئ تغيير السلوك هنا. تحتاج سلطات الصحة العامة أيضاً للوصول إلى مناطق متعددة من المجتمع. لكل هذه الأسباب، تميل حملات الصحة العامة إلى تبني قنوات اتصال متعددة.

ضمن استجابة وزارة الصحة في جمهورية الكونغو الديمقراطية (DRC) للإيبولا في عام 2018، حدثت مشاركة المجتمع من خلال القنوات التالية:

  • وسائل الإعلام: بما في ذلك وسائل الإعلام العامة (مثل الأخبار والإذاعة والصحفيين) ووسائل التواصل الاجتماعي (Facebook و WhatsApp) ووسائل الإعلام التقليدية (مسرح مجتمع المتنقل)

  • أصحاب التأثير: السلطات وممثلي المجتمع، بما في ذلك كبار السن

  • شبكات المجتمع: التواصل وجهاً لوجه من قِبل المنظمات القائمة مع أعضائها من خلال الاجتماعات الصغيرة على مستوى المجموعة والمجتمع، والزيارات من منزل إلى منزل، والمناقشات التالية لعروض الفيديو في الأماكن العامة.

عند تحديد قنوات التواصل لإشراك المجتمع، ضع في اعتبارك ما يلي:

  • الوصول: ما هي قنوات التواصل المتاحة لغالبية الناس ضمن المجتمع الذي تعمل معه؟ إذا كنت تفكر في استخدام وسائل الإعلام، فعليك الانتباه إلى المحطات التي يتابعها الناس وفي أي وقت. إذا كنت تعمل في منطقة يمكن للأشخاص الوصول إلى وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت، فابحث عن مواقع الويب ومواقع التواصل الاجتماعي الأكثر استخداماً وثقة وفكر في كيفية استخدامها في حدود الثقافة المحلية.

  • إمكانية الوصول: على الرغم من أهمية الوصول بشكل عام، فمن الضروري أيضاً التفكير في قنوات التواصل الأكثر ملاءمة لمختلف شرائح السكان. من المرجح أن يصعب الوصول إلى النساء والفتيات وكبار السن والمعوقين والأشخاص الذين يعيشون في المناطق الريفية والفئات الأخرى المعرضة للخطر من خلال معظم قنوات التواصل. للتغلب على هذه التحديات، قد يكون من الضروري إشراك هؤلاء السكان في تحديد الوسائل التي يفضلونها والمواد المناسبة لاحتياجاتهم. توفر هذه الوثيقة من اليونيسيف بعض الإرشادات حول كيفية القيام بذلك مع الأشخاص ذوي الإعاقة، وتوفر هذه الوثيقة من الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الأحمر إرشادات بشأن التواصل مع كبار السن.

  • الجدارة بالثقة: ما هي قنوات الاتصال أو الأفراد التي يثق بها الناس أو يحترمونها أو يجدونها مؤثرة؟ التعرف علي ذلك مع المجتمعات قد يتناقض مع الافتراضات الشائعة حول مصادر المعلومات الصحية موثوقة من وجهة نظر المجتمع. على سبيل المثال، وجدت دراسة حديثة بين اللاجئين الروهينجا الذين يعيشون في بنغلاديش أن مصادر المعلومات الموثوقة أثناء تفشي الأمراض تشمل قادة المجتمع المدربين، مثل الأئمة وقادة المجموعات النسائية. فضل السكان تلقي المعلومات من هذه المصادر على تلقيها من العاملين في مجال الصحة والإغاثة، الذين لا يُنظر إليهم على أنهم جديرون بالثقة وأحياناً يُساء فهمهم. وثق اللاجئون بأعضاء الروهينجا في الشتات أكثر من ثقتهم في معلومات الصحة العامة التي تنشرها خدمات الأخبار المحلية، حيث يُنظر إلى خدمات الأخبار البنغلاديشية والبورمية على أنها تحط من شأن اللاجئين وتُشَرع العنف ضدهم.

  • تعزيز التواصل المتبادل: غالباً ما يكون السكان متشوقين - أثناء تفشي المرض- لمعرفة المزيد عن المرض، ومن المحتمل أن يكون لديهم الكثير من الأسئلة عن المعلومات التي يتلقونها. يمكن أن تقابل المعلومات بالاستياء إذا تتم مشاركتها بطريقة لا تشجع على الحوار أو المناقشة بين الطرفين. من المزايا الرئيسية للزيارات من منزل إلى منزل - تمكن السكان من طرح أسئلة على موظفي تعزيز للنظافة، وإثارة المخاوف واستنباط الحلول على الفور. و توفر العديد من قنوات الاتصال الأخرى فرصاً لإثارة النقاش وتقديم ملاحظات حول البرنامج للسلطات المسؤولة. تقدم شبكة CDAC إرشادات مفيدة حول آليات طلب الملاحظات والتعليقات من المجتمعات وطرق معالجة الشكاوى. استناداً إلى الدروس المستفادة من وباء الإيبولا في غرب إفريقيا، تم رصد ردود فعل المجتمع على برامج التعامل مع الإيبولا في جمهورية الكونغو الديمقراطية بشكل نشط، وتصنيفها من حيث قبول المجتمع أو تردده أو رفضه أو مقاومته، بحيث يمكن تعديل الاستراتيجيات وفقاً لذلك.

تذكر أنه يوجد في العديد من المواقع، معلومات حول قنوات الاتصال المناسبة. احرص من استخدام هذه الموارد الموجودة. فيما يلي مثال لقنوات التواصل المفضلة وشبكات التوصيل في لبنان.

هل تريد معرفة المزيد عن كوفيد-19 وإشراك المجتمع؟

فريق التحرير:

كتبته: جنيفر بالمر

راجعه: شون وايت، و إيفا نيدربرجر، و شيلاه سينيو ، و جانالا تشيبونجو

آخر تحديث: 11.5.2020

هل أجاب هذا عن سؤالك؟