نسخة PDF من هذا الموجز متاحة للتحميل هنا
حول هذا الموجز
تظل اللقاحات إحدى أكثر تدابير الصحة العامة فعاليَّة في الوقاية من الأمراض المُعدية ومكافحتها. ومع ذلك، رغم توفر اللقاحات، يظل الكثيرون في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط يفتقرون إلى الحماية الكاملة لعوامل عدة، مثل صعوبة الوصول إلى اللقاحات، وصعوبة الوصول إلى مركز التطعيم/وعيادات التوعية، بالإضافة إلى نقص الوعي بأهمية اللقاحات وانتشار المفاهيم الخاطئة حول سلامتها وفعاليتها. ومن هنا، يمكن أن يكون دمج الترويج للقاحات وتقديمها في إطار برامج تغيير السلوك الصحي نهجاً فعالاً لسد هذه الفجوة.
وتبقى برامج تغيير السلوك الصحي أمراً ضرورياً لتحسين الصحة العامة من خلال التصدي للمحددات الرئيسية للأمراض، كسوء النظافة والمياه غير الآمنة ونقص الصرف الصحي. وعند دمج الترويج للقاحات وتقديمها ضمن هذه البرامج، يمكننا الاستفادة من الموارد والبنية التحتية والشبكات المجتمعية الحالية لتعزيز اللقاحات وتوصيلها للسكان المستهدفين.
ماذا يوجد في هذا الموجز؟
سيتناول هذا الملخص التعليمي الدروس التي يمكن استخلاصها والتوصيات الخاصة بالدمج الفعَّال للترويج وتقديم اللقاحات ضمن برامج تغيير سلوكيات النظافة الحالية. حيثُ نعتبر أنه من الأهمية بمكان دمج برامج تغيير سلوك النظافة واللقاحات واستخدام أطُر تغيير السلوك قبل تقديم نظرة عامة على الدروس الرئيسية والنقاط التي تتطلب عملًا، تليها نظرة أعمق على كل درس.
لمن هذا الموجز
هذا الموجز موجه للعاملين في ميدان المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية (WASH)، بالإضافة إلى المتخصصين في مجال تغيير السلوك، وصانعي السياسات، والجهات المانحة. ويهدف الموجز إلى توفير إرشادات عملية حول كيفية دمج ترويج اللقاحات وتقديمها بفعالية في برامجهم، لتحسين وضمان وصول التطعيم وأخيراً تحسين الصحة العامة.
كيف أعددنا هذا الموجز
تم إعداد هذا الملخص بناءً على الخبرات والملاحظات التي تم تجميعها من خلال البرامج التي تم تمويلها من تحالف النظافة وتغيير السلوك، والمبادرات القطاعية الأخرى حول دمج اللقاح في برنامج النظافة الحالي من الأفراد العاملين في قطاع المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية ومراجعة سطح المكتب لـ الاستجابة للوباء.
تشمل موارد Hygiene Hub البنود التالية التي قد تكون ذات أهمية:
لماذا يتم دمج تغيير سلوكيات النظافة وبرامج اللقاحات؟
يُعد دمج اللقاحات مع التدخلات الرئيسية للصحة العامة عنصرًا أساسيًا في إطار أجندة منظمة الصحة العالمية للتطعيم لعام 2030. ويستفيد هذا النهج من نسب التطعيم العالية نسبياً في العديد من البلدان مقارنةً بالمبادرات الصحية الأخرى، مما يجعله أساساً فعَّالاً لتطبيق التدخلات الإضافية. تتضمن جداول تطعيم الأطفال على نقاط اتصال منتظمة ومحددة جيدًا خلال السنة الأولى من حياة الطفل، تليها زيارات أخرى خلال السنة الثانية وفترة المدرسة والمراهقة. ترتبط سلوكيات النظافة ارتباطًا وثيقًا بالتطعيم، أن تساهم في تقليل حدة الأمراض المعدية التي تشملها اللقاحات. علاوة على ذلك، يمكن أن يعزز دمج تدخلات برنامج تغيير سلوك النظافة في برامج التطعيم من فعالية التكلفة للتدخلات الصحية وتقديم منافع متبادلة، مما يزيد من تأثير الموارد والجهود المُخصصة للصحة العامة.
إطار تغيير السلوك لبرامج النظافة واللقاحات
تظهر الأبحاث أن المعرفة وحدها لا تُغيِّر السلوك دائماً، نظراً لتعقيدات عملية التغيير السلوكي التي تتأثر بعوامل جسدية واجتماعية ومعرفية. لذا، يجب أن تتضمن برامج تغيير السلوك في إطار يدعم هذه العملية، مثل التصميم المبني على السلوك. للمزيد من المعلومات حول أنماط الأطُر، يُرجى الرجوع إلى مواردنا حول العوامل التي تُسهم في تغيير السلوك .
إطار الدوافع السلوكية والاجتماعية للتطعيم (BeSD) هو إطار تصميم يركز على السلوك ويساعد في تطوير تدخلات فعالة ومحددة للسياق من خلال استكشاف الدوافع السلوكية والاجتماعية والعوائق التي تؤثر على عملية التطعيم. يتم دعم إطار BeSD هذا أيضًا من قِبل ورقة موقف منظمة الصحة العالمية التالية. وفيما يلي نستكشف بعض السُبُل التي يمكن من خلالها للإطار دعم دمج الترويج للقاحات وتيسير استيعابها في برامج تغيير السلوك النظافة.
الصورة 1: الدوافع السلوكية والاجتماعية لإطار التطعيم. المصدر: مجموعة عمل BeSD. إستناداً إلى دراسة بروير وآخرون (2017).
كيف يمكن تطبيق إطار BeSD بكفاءة لدعم تكامل برامج الترويج للقاحات واستيعابها، بالإضافة إلى برامج تغيير سلوكيات النظافة؟
1) تحديد الدوافع السلوكية والاجتماعية للتطعيم: في الخطوة الأولى من تنفيذ إطار BeSD، يتعين تحديد الدوافع السلوكية والاجتماعية للتطعيم في المجموعة السكانية المستهدفة. يمكن تحقيق ذلك من خلال جمع البيانات الموجودة مسبقاً والجديدة، بما في ذلك الدراسات الاستقصائية والمقابلات والملاحظات وجلسات النقاش في المجموعات المحددة لتقييم المحددات السلوكية. يساهم إطار BeSD في تحديد الدوافع الرئيسية مثل المعرفة والدوافع.
بالإضافة إلى المواقف والمعتقدات والأعراف الاجتماعية المرتبطة بالسلوكيات، وكذلك الدعم الاجتماعي والوصول إلى الرعاية الصحية وعلاقات القوة والتردد العام والوصول إلى الخدمات و/أو المنتجات وما إلى ذلك، التي يمكن أن تؤثر على تقبُّل اللقاح.
2) تصميم التدخلات وفقاً لدوافع محددة: بمجرد تحديد الدوافع الرئيسية لتحسين استيعاب اللقاح، يمكن تصميم التدخلات لمعالجة تلك الدوافع بشكل محدد. يمكن تحقيق ذلك من خلال عملية إبداعية تشاركية مع فريق متعدد التخصصات لتصميم تدخلات تغيير السلوك المتعلقة بالسياق، والتي تدمج عوامل تغيير سلوك النظافة وبرامج اللقاحات. على سبيل المثال، إذا كانت الثقة في سلامة اللقاحات تشكل عقبة أمام استيعابها، ينبغي أن تُركِّز التدخلات حول استخدام الموارد التي تُبرز سلامة اللقاحات وإعداد محتوى توعوي يبين فوائدها لجميع الفئات المستهدفة. في حال كان الوصول إلى مواقع التطعيم غير مُيسَّر، يمكن تنظيم عيادات متنقلة و/أو إقامة مواقع تطعيم فرعية في أماكن محددة. في حال كانت العادات الاجتماعية والدعم ذات تأثير كبير، يمكن تصميم التدخلات لضمان إشراك قادة المجتمع والمؤثرين لتعزيز التطعيم.
3) تطبيق مبادئ التصميم المُركِّزة على السلوك: إن إطار BeSD متجذر في مبادئ التصميم التي تركز على السلوك، والتي تتمحور حول تصميم التدخلات التي تأخذ بعين الاعتبار المستخدم، مما يجعلها تمتاز بالعواطف والتعاطف والملاءمة للسياق. وبالتالي، ينبغي تصميم التدخلات مع مراعاة احتياجات وتفضيلات ومعتقدات السكان المستهدفين والتي يمكن تطبيقها على نطاق واسع في المستقبل. منذ البداية، يجب أن تأخذ التدخلات في اعتبارها السياق الثقافي والاجتماعي الذي يعيش فيه السكان المستهدفون، ويجب أن تتعامل مع المعايير الاجتماعية المرتبطة بسلوكيات محددة.
4) النظر في دور برامج تغيير سلوك النظافة في تعزيز تلقي اللقاحات: تلعب برامج تغيير سلوك النظافة دوراً بارزاً في تعزيز تناول اللقاحات عبر تحسين وصول الفرد إلى الرعاية الصحية، وخلق بيئة داعمة للتطعيم، ومعالجة عدم المساواة الصحية. يمكن تصميم التدخلات للاستفادة من البنية التحتية والخدمات المتعلقة بسلوك النظافة لتعزيز التطعيم من خلال دمج محتوى اللقاح (المعلومات التحفيزية) في برامج سلوك النظافة. يجب أن يتم تقديم التدخلات بطريقة تُمكنها من الوصول إلى مجموعة متنوعة من السكان بشكل متكرر وعدة مرات، ويفضل تقليل العبء الذي قد ينجم عنها.
5) تقييم فعالية التدخل: كما هو الحال مع أي تدخل، من المهم تقييم فعالية تعزيز اللقاحات وتدخلات استيعابها التي تم تصميمها باستخدام إطار BeSD. يمكن تحقيق ذلك من خلال مراقبة معدلات تلقي اللقاحات، وتتبع التغيرات في السلوك والمعرفة والأعراف الاجتماعية والمواقف والمعتقدات، وجمع التعليقات من السكان المستهدفين. يمكن تنفيذ هذا التقييم بشكل مقطعي وطولي، أو عن طريق إعداد تصميم بحثي محدد.
في الأقسام التالية، سنستعرض الدروس الرئيسية لدمج برامج الترويج للقاحات وتغيير سلوكيات النظافة.
الدرس الأول: أهمية المشاركة المجتمعية
تعد مشاركة المجتمع أمرًا بالغ الأهمية عند دمج الترويج للقاحات وتقديمها مع برامج تغيير سلوكيات النظافة. تعد مشاركة المجتمعات ضرورية لضمان إتاحة اللقاحات للجميع، ولبناء الثقة وإعلام الأفراد والأسر بفوائد التطعيم، فضلاً عن توضيح مخاطر عدم التطعيم. نستكشف أدناه سبب أهمية المشاركة وكيف يمكن تعزيزها.
لماذا تعد مشاركة المجتمع عنصرًا أساسيًا في دمج الترويج للقاحات وتقديمها مع برامج تغيير سلوكيات النظافة؟
1) بناء الثقة وزيادة المشاركة: تعمل المشاركة المجتمعية على بناء الثقة بين مقدمي الرعاية الصحية وأفراد المجتمع. مما يزيد من احتمالية مشاركة أفراد المجتمع في حملات التطعيم ويشجعهم على اتباع إرشادات الصحة العامة. يمكن بناء الثقة باستخدام شخصيات مشهورة وغير مثيرة للجدل في أصول تغيير السلوك مثل الوسائط المطبوعة والجماهيرية والرقمية التي تشمل المشاهير والشخصيات الرياضية والممثلين الكوميديين وما إلى ذلك.
2) تقديم تعليقات قيمة: يتيح إشراك المجتمعات لمقدمي الرعاية الصحية و/أو مروجي النظافة تلقي تعليقات حول حملات التطعيم وتعزيز النظافة. يمكن لهذه التعليقات أن تساعد في تحسين حملات التطعيم والنظافة لجعلها أكثر فعالية.
3) زيادة الوعي والتحفيز: تُعزِّز المشاركة المجتمعية الوعي بفوائد التطعيم ومخاطر عدم التطعيم. كما تُساعد في تصحيح المعلومات الخاطئة وتفنيد الشائعات التي قد تثني الأفراد عن الحصول على التطعيم. وتساهم جلسات المشاركة المجتمعية الفعالة في زيادة مستوى التحفيز للاستفادة من الخدمات الصحية.
4) التغلُّب على العوائق: تتيح المشاركة المجتمعية لمقدمي الرعاية الصحية تحديد العوائق التي تعترض الفرد عن التطعيم ومعالجتها. على سبيل المثال، إذا كانت صعوبات النقل تشكل عقبة أمام بعض أفراد المجتمع، يمكن لمقدمي الرعاية الصحية العمل بالتعاون مع قادة المجتمع والجهات الفاعلة الأخرى في الاستجابة، مثل المنظمات غير الحكومية، لتحديد خيارات النقل إلى مواقع التطعيم وإقامة عيادات تطعيم متنقلة في المناطق النائية لضمان سهولة الوصول إليها وبالتالي الوصول إلى اللقاح.
ما هي السُبُل التي يمكننا من خلالها تعزيز المشاركة المجتمعية؟
1) إشراك قادة المجتمع في جهود الترويج للقاحات وتقديمها: يمكن لهم المساهمة في نشر المعلومات حول اللقاحات لأفراد المجتمع وتشجيعهم على المشاركة في حملات التطعيم. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لقادة المجتمع المشاركة في تقديم عروض توعية حول النظافة أثناء عمليات التطعيم. على سبيل المثال، يمكنهم عرض كيفية غسل اليدين بالماء والصابون، ويمكنهم تحفيز مجتمعهم لتلقي اللقاح عن طريق تقديم أنفسهم كأمثلة حية وملهمة.
2) استخدم وسائل الإعلام المحلية: استغِل وسائل الإعلام المحلية مثل الإذاعة والصحف ووسائل التواصل الاجتماعي للترويج لحملات التطعيم والنظافة. تأكَّد من تقديم المعلومات باللغة المحلية ليسهُل على المُجتمع فهمها.
الصورة 2: بناء الثقة والمعايير من خلال الحوار الإذاعي في بوركينا فاسو. المصدر : وسائل التنمية
3) الشراكة مع المنظمات المجتمعية: مثل المؤسسات الدينية (المساجد والكنائس والمعابد) وكذلك المراكز المجتمعية، لتعزيز جهود حملات التطعيم. حيث يمكن لهذه المنظمات أن تسهم في نشر المعلومات حول السلوكيات الأساسية وأهمية اللقاحات لأفراد المجتمع.
4) إجراء توعية مجتمعية: هدف إجراء حوار ثُنائي مع أفراد المجتمع حول فوائد التطعيم وممارسات النظافة الوقائية، ومعالجة أي مخاوف قد تكون موجودة لديهم.
5) التغلُّب على الحواجز اللغوية : عن طريق توفير المعلومات حول اللقاحات بلغات متعددة، مما يضمن أن يكون لدى جميع أفراد المجتمع إمكانية الوصول إلى هذه المعلومات. وبالنسبة لذوي الاحتياجات الخاصة فيمكننا توفير المعلومات بتنسيقات سهلة الوصول.
6) تعزيز القدرات : ذلك من خلال توجيه مقدمي الرعاية الصحية ومنظمي الحملات الصحية وأفراد المجتمع بشأن سلامة اللقاحات وفعاليتها. حيث يساعد ذلك في بناء الثقة وتعزيز مشاركتهم في حملات التطعيم ويُمكِّنهم من طرح الأسئلة والإجابة عليها في المجتمع والبيئات الصحية.
الدرس الثاني: الشراكة مع الحكومة المحلية
تُعد الشراكة مع الحكومة المحلية أمرًا بالغ الأهمية في دمج الترويج للقاحات وتقديمها في برامج تغيير سلوك النظافة الحالية، إذ تتحمل الحكومات مسؤولية تنفيذ السياسات واللوائح والمعايير الصحية الوطنية والبرامج الصحية الترويجية. لذا، يمكن أن يساهم التعاون مع الحكومات في ضمان تنفيذ عمليات ترويج اللقاحات وتقديمها بفعالية وكفاءة، بالإضافة إلى تدخلات تغيير سلوك النظافة، مع تعزيز استدامة البرامج ومرونتها في الوقت نفسه.
لماذا تعتبر الشراكات مع الحكومة المحلية حاسمة عند دمج الترويج للقاحات وتقديمها مع برامج تغيير سلوكيات النظافة؟
1) تطوير السياسات والمعايير والمبادئ التوجيهية : تلعب الحكومات دورًا حاسمًا في تطوير السياسات والمبادئ التوجيهية التي تحكم توصيل اللقاحات وتعزيز النظافة. ومن خلال التعاون مع الحكومات، يمكن للمؤسسات ضمان توافق برامجها مع السياسات والمعايير والمبادئ التوجيهية الوطنية. لكي يتمكن العاملون الصحيون و/أو مروجو النظافة من تعزيز النظافة العامة واستيعاب اللقاحات، يجب أن يكونوا مجهزين بالسياسة والمعايير و/أو المبادئ التوجيهية المعتمدة والتي يمكن بعد ذلك تطبيقها باستمرار عبر مناطق التدخل.
2) إدارة سلسلة التوريد: تتولى الحكومات مسؤولية إدارة سلسلة توريد اللقاحات، والتي تشمل شراء اللقاحات وتخزينها وصيانة سلسلة التبريد ونقلها وتوزيعها. ويمكن للتعاون مع الحكومات أن يساعد في ضمان توفر اللقاحات وتسليمها في الوقت المحدد إلى السكان المستهدفين.
3) العاملين الصحيين وقدراتهم: الحكومات مسؤولة عن توفير الموارد وتدريب العاملين الصحيين الذين يعززون النظافة وكذلك تلقي اللقاحات وإدارتها. ومن الممكن أن يساعد التعاون مع الحكومات المنظمات على ضمان تزويد العاملين الصحيين بالموارد بفعالية وكفاءة (تزويدهم بمعدات الحماية الشخصية والرواتب)، وتدريبهم على كيفية إجراء جلسات النظافة، وإدارة اللقاحات، والسلامة، والمراقبة.
4) الرصد والتقييم: الحكومات مسؤولة عن رصد وتقييم فعالية برامج النظافة واللقاحات. يمكن للتعاون مع الحكومات أن يساعد المنظمات على ضمان مراقبة البرنامج بشكلٍ فعَّال وتقييمه بدقة. تعمل هذه الأنظمة الوطنية أيضًا على تعزيز الاستدامة والقدرة على الصمود، حيث توفر البيانات والرؤى التي يمكن استخدامها لتحسين وتكييف برامج التطعيم الروتينية المستقبلية.
5) التمويل: غالبًا ما تلعب الحكومات دورًا مركزيًا في تمويل برامج النظافة واللقاحات. يمكن للتعاون مع الحكومات أن يُساعد المنظمات على تأمين التمويل لبرامجها وضمان استخدام الأموال بفعالية.
الدرس الثالث: التكامل والإبداع منذ البداية
يعتبر التكامل المُقترن بروح الإبداع أمراً ضرورياً لتصميم وتقديم حملات ترويج اللقاحات ودمجها في برامج تغيير سلوك النظافة، وذلك للتغلب على التحديات كنقص البنية التحتية والمنتجات، وصعوبة الوصول إلى الرعاية الصحية، وتردد بعض الأفراد في تلقي اللقاحات.
ما هي السُبل التي يمكننا من خلالها دمج الأساليب الإبداعية؟
1) التخطيط التفصيلي: يتضمن ذلك إجراء تقييم دقيق للاحتياجات والبنية التحتية الحالية للسكان المستهدفين. ويمكن أن يسهم في تحديد الثغرات وتطوير استراتيجيات مستهدفة لتحسين توزيع اللقاحات.
2) تدريب العاملين في مجال صحة المجتمع: يمكن تدريب العاملين في مجال صحة المجتمع على توفير اللقاحات وتعزيز النظافة ومشاركة المجتمعات ونقل المعلومات والإجابة على الأسئلة حول سلامة اللقاحات وفعاليتها وسلوكيات النظافة الوقائية ومن ثم تعزيز امتصاص اللقاح. يُمكن الرجوع إلى دراسة الحالة في كينيا كمثال، حيثُ تُقدِّم نظرة عامة على منصة التعلم Leap mHealth؛ منصة تعليمية عبر الهاتف تهدف إلى تسهيل التدريب عن بُعد لمتطوعي الصحة المجتمعية حول فيروس كورونا (كوفيد-19). تستخدم المنصة رسائل نصية بسيطة والتسجيلات الصوتية التفاعلية (IVR) لتزويد متطوعي صحة المجتمع بالمعلومات والحوار المتبادل حول كوفيد-19.
3) العيادات المتنقلة و/أو مواقع التطعيم المتنقلة : يمكن استخدامها لنقل اللقاحات إلى المناطق التي يصعب الوصول إليها سواء كانت في المجتمعات النائية أو في المناطق ذات حركة مرور عالية مثل مراكز النقل الحضريَّة والأسواق ومراكز التسوق. كما يمكن إقامة مراكز مجتمعية لتحسين إمكانية الوصول إلى اللقاحات.
الصورة 3: حافلة لقاح كوفيد-19 في لندن. المصدر: FCDO
4) الأساليب القائمة على التكنولوجيا : يمكن استخدام التذكيرات عبر الرسائل النصية القصيرة وتطبيقات الهاتف المحمولة والاستشارات عن بُعد لتحسين توزيع اللقاح وتتبعه.
5) يمكن اعتماد استراتيجيات اتصال المبتكرة: مثل حملات وسائل التواصل الاجتماعي والبرامج الإذاعية وفعاليات المشاركة المجتمعية لمعالجة التردد حول اللقاح ومكافحة الأخبار المُضللة.
6) الشراكات مع القطاع الخاص: يمكن الاستفادة من خبراتهم ومواردهم لدعم التعزيز وتوزيع اللقاحات، إلى جانب تعزيز النظافة. على سبيل المثال، يمكن لشركات الأدوية المساهمة في توزيع اللقاحات، ويمكن لشركات الاتصالات توفير حلول تكنولوجية. كما يمكن استخدام منصات ترويج الصابون لعرض اللقاحات أيضاً.
الدرس الرابع: توزيع اللقاحات بشكلٍ عادل: أولوية قصوى.
يجب أن تكون المساواة في توزيع اللقاحات أمرًا أساسيًا في تنفيذ حملات الترويج والتوزيع. هدفنا هو ضمان توفير اللقاحات التي تحمي الجميع، بغض النظر عن خلفياتهم أو معتقداتهم أو تصوراتهم.
كيف يمكننا تعزيز العدالة في توزيع اللقاحات؟
1) تحديد المجتمعات المحرومة ومنحها الأولوية: تعتمد إحدى استراتيجيات تعزيز المساواة في توزيع اللقاحات على تحديد الفئات السكانية والسياقات التي قد تتعرض للتهميش والتمييز. قد تشمل هذه المجموعات الأقليات، والسكان الأصليين، وكبار السن، ومقدمي الرعاية وذوي الاحتياجات الخاصة، والأشخاص الذين يعانون من ظروف صحية خاصة والنساء والفتيات. يمكن أن تتأثر هذه الفئات بشكل غير متساوٍ في المناطق التي يصعب الوصول إليها والمخيمات والمناطق الريفية بمجرد تحديد هذه المجموعات، يمكن تصميم حملات التوعية لتناسب احتياجاتها، مثل التعاون مع المنظمات المجتمعية لتعزيز النظافة ونشر معلومات عن اللقاح. يمكنكم الاطلاع على مواردنا حول تعريف نقاط الضعف ودليلنا التعليمي حول تحديد الأشخاص الذين قد يحتاجون إلى اهتمام إضافي.
2) توفير مواقع مريحة وسهلة الوصول للتطعيم وتعزيز النظافة: بالإضافة إلى استهداف المجتمعات المحرومة، من المهم توفير مواقع يسهل الوصول إليها تكون مريحة للقاصين والجاءين لتلقي التطعيمات وتعزيز النظافة. ويمكن تحقيق ذلك من خلال إنشاء عيادات (التطعيم وتعزيز النظافة) إلى جانب المراكز المجتمعية أو المدارس أو أماكن العبادة. كما يمكن استغلال العيادات المتنقلة والمواقع المؤقتة لتوسيع نطاق الوصول للأفراد الذين يعانون من صعوبة في الوصول إلى مرافق الرعاية الصحية. وبإمكان الأفراد القادمين لتلقي التطعيمات حضور جلسات توعية، والعكس صحيح. توضِّح دراسة الحالة التي تمت في كينيا ونيجيريا وأوغندا تطوير أداة لتحديد مواقع مراكز التطعيم لتسهيل الوصول إليها. تم تطوير هذه الأداة استجابة للحاجة الملحة إلى معلومات دقيقة ومحدثة حول توفر التطعيمات وسهولة الوصول إليها. وقد توصَّلت منظمة أوكسفام في لبنان من خلال أداة تتبع تصور المجتمع إلى أن اللاجئين السوريين يرون أن تكلفة النقل من وإلى مراكز التطعيم تشكل عقبة أمام الوصول إلى التطعيمات، وأن بعضهم لا يستطيع قراءة أو ملء منصة التسجيل لتلقي اللقاح عبر الإنترنت. ونتيجة لذلك، قامت منظمة أوكسفام بالتعاون مع الشركاء المحليين والسلطات الصحية بدعم اللاجئين سواءً بتغطية تكاليف النقل أو مساعدتهم في إدخال بياناتهم عبر منصة التسجيل عبر الإنترنت أو من خلال العيادات المتنقلة التي تم تفعيلها.
3) معالجة التردد في تلقي اللقاح: يعد التردد في الحصول على اللقاح عائقًا رئيسيًا أمام تحقيق العدالة في توزيع اللقاحات. ولتدارك هذه المشكلة، من المهم توفير معلومات دقيقة ويمكن الوصول إليها حول اللقاحات، ومعالجة المخاوف والمفاهيم الخاطئة. كما يمكن إشراك الشخصيات المؤثرة الموثوقة في المجتمع، مثل الزعماء الدينيين والمعلمين والشباب والمجموعات النسائية، للمساهمة في بناء الثقة في اللقاحات وعمليات التطعيم. في مدينة كيب تاون، تم تحديد أن الشباب يظهرون مقاومة خاصة لتلقي التطعيم ضد فيروس كورونا. ولتعزيز التوعية، قام فنانون محليون برسم جداريات ترويجية تستهدف الشباب على جدران المجتمعات ذات الكثافة السكانية العالية. تم دعم هذه الجهود من خلال عمليات التوزيع الميدانية في كل موقع.
الصورة 4: لِنطرُد كوفيد-19. خُذ اللقاح! المصدر: منظمة أطباء بلا حدود
4) تقديم الدعم لتوصيل اللقاحات: يمكن أن يُسهم دمج عمليات توصيل اللقاحات مع برامج تغيير سلوك النظافة الحالية في ضمان إعطاء اللقاحات بكفاءة وفعالية. يشمل ذلك توفير التدريب لمقدمي الرعاية الصحية حول إدارة اللقاحات، بالإضافة إلى دعم إدارة سلسلة توريد اللقاحات.
5) مراقبة وتقييم العدالة في توزيع اللقاحات: يعد رصد وتقييم عدالة توزيع اللقاحات أمرًا بالغ الأهمية لضمان توزيعها بشكل عادل وفعال. يمكن تحقيق ذلك من خلال تتبع توزيع اللقاحات حسب العوامل الديموغرافية مثل العمر والجنس والموقع الجغرافي. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تُقِّدم التعليقات من المجتمعات حول تجاربها الحياتية توجيهات قيمة لتحسين البرامج ومكافحة التردد في تلقي اللقاحات.
6) التعامل مع الحواجز اللغوية والثقافية: يمكن أن تساعد معالجة الحواجز اللغوية والثقافية في ضمان حصول جميع أفراد المجتمع على معلومات دقيقة وذات صلة حول اللقاحات. ويمكن القيام بذلك من خلال توفير المعلومات بلغات متعددة، وكذلك من خلال إشراك أعضاء المجتمع الموثوق بهم (المجموعات النسائية، ومجموعات الشباب، ومعلمي المدارس، والزعماء الدينيين، وقادة المجتمع المحلي، وما إلى ذلك) في ترجمة المعلومات ونشرها.
7) التغلُّب على العقبات في البنية التحتية والتكنولوجيا: في بعض المجتمعات، قد تمنع عوائق البنية التحتية والتكنولوجيا الأفراد من الوصول إلى اللقاحات. يمكن تحقيق ذلك من خلال تحديد مواعيد للرعاية الصحية عن بعد أو مواعيد اللقاحات الافتراضية، وتوفير وسائل النقل إلى مواقع التطعيم.
الدرس الخامس: التواصل الفعَّال
التواصل الفعّال يُعد عنصراً أساسياً في نجاح حملات الترويج للقاحات وتنفيذها في برامج النظافة الحالية. فهو يلعب دوراً بالغ الأهمية في ضمان فهم الناس لأهمية اللقاحات والدور الذي تلعبه في الحفاظ على صحة جيدة. ويمكن تحقيق ذلك من خلال استخدام استراتيجيات اتصال متنوعة، مثل تحديد نقاط الاتصال الموثوقة و/أو وسائل التواصل بما في ذلك الأشخاص و/أو المؤسسات، والتواصل بشأن المخاطر والمشاركة المجتمعية (RCCE)، والتسويق الاجتماعي، والتواصل لتغيير السلوك. للمزيد يُرجى الاطلاع على الطرق التي يمكن من خلالها استخدام وسائط الاتصال الرقمية ووسائط الجمهور، يرجى الرجوع إلى المُلخص التعليمي الخاص بنا هنا .
كيف يمكننا تعزيز التواصل؟
1) تضمين واستخدام أُطر تغيير السلوك: لفهم المُحددات السلوكية لدى مجموعة سكانية مستهدفة مُعينة، واستنادًا إلى النتائج، يمكن للمرء أن يشارك في تصميم تدخلات لتغيير السلوكيات بشكل إيجابي.
2) استخدم لغة محلية واضحة وموجزة: يجب أن تستخدم مواد الاتصال لغة محلية بسيطة وواضحة لضمان قدرة الجميع على فهم المعلومات المُقدمة. وينبغي تجنب استخدام المصطلحات التقنية، ويجب توصيل المعلومات بطريقة تتناسب مع الثقافة المستهدفة.
الصورة 5: مركز التطعيم في جمهورية الكونغو الديمقراطية. المصدر: المفوضية الأوروبية
3) إشراك المجتمع: إن مشاركة المجتمع في عملية ترويج اللقاح وتقديمه أمر بالغ الأهمية. يمكن تحقيق التواصل بشأن المخاطر وإشراك المجتمع (RCCE) من خلال العمل مع القادة والمنظمات المجتمعية والدينية، وعقد اجتماعات وورش عمل مجتمعية، وإشراك العاملين الصحيين المحليين. ويساعد هذا النهج على بناء الثقة في اللقاحات والنظام الصحي. منذ البداية، حدد الأشخاص الذين من الممكن أن يكونوا عرضة للمخاطر (مثل كبار السن) على المدى القريب والبعيد وكيفية تغيير نقاط ضعفهم مع مرور الوقت.
4) التعاون مع أصحاب المصلحة: يعد التعاون مع أصحاب المصلحة مثل الوكالات الحكومية (المسؤولة عن توزيع اللقاح)، والمنظمات غير الحكومية، وشركاء القطاع الخاص أمرًا ضروريًا في التكامل الناجح لترويج اللقاحات وتقديمها في برامج سلوك النظافة الحالية. ويساعد هذا التعاون على ضمان تحقيق أقصى استفادة من الموارد وتنسيق الجهود لتحقيق الأهداف المشتركة.
5) المراقبة والتقييم: يُعد رصد وتقييم تأثير جهود الاتصال أمرًا بالغ الأهمية في تحديد مدى فعالية استراتيجيات الاتصال. تتضمن هذه العملية جمع البيانات حول مدى وصول جهود الاتصال وتأثيرها لتحسين استراتيجيات الاتصال.
6) تغيير السلوك من خلال التفاعل والحوافز: تشجيع تغيير السلوك باستخدام عواطف الناس. نعلم أن الخوف يمكن أن يكون حافزاً مؤقتًا، ولذلك يجب استخدام الانتماء والأمان والراحة وتغذية العواطف. يجب تذكير السلوكيات وتعزيزها من خلال الإشارات والدفعات المرئية أو اللفظية - والتي يجب أن تكون متنوعة وجذابة وحديثة، بالإضافة إلى تكرارها المُستمر.
7) الاعتماد على مبادئ التنوع باستخدام أصوات متعددة: يمكن أن يؤدي الاعتماد على مبادئ التنوع باستخدام أصوات متعددة إلى سرد عاطفي وتحفيزي لتغيير السلوكيات والممارسات. قامت منظمة إنقاذ الطفولة في باكستان بتطوير رسائل صوتية جماعية (BVM) تتضمن إرسال رسالة صوتية مسجلة مسبقًا إلى هواتف الأشخاص. تناول الإصدار الأول من BVM المخاوف المشتركة بشأن الآثار الجانبية، وتناول الإصدار الثاني الاعتقاد بأن اللقاحات غير مناسبة للنساء الحوامل أو المرضعات، وتناول الإصدار الأخير المخاوف الدينية بشأن اللقاح (أي أن المكونات ليست حلالًا). يمكن للأصول المتنوعة ذات الأصوات المتعددة أن تزيد من استيعاب التطعيم في مجموعة متنوعة من السياقات والمواقع (على سبيل المثال، المناطق الريفية النائية) والوصول إلى عدد كبير من الناس.
الدرس السادس: تصميم الاستراتيجيات بما يتناسب والسياق المحلي
إحدى الدروس الرئيسية المستفادة من دمج تدخلات تغيير سلوك النظافة في برامج التطعيم (والعكس صحيح) هي أهمية تصميم الاستراتيجيات لتتناسب مع السياق المحلي المحدد. لا يوجد نهج واحد يناسب الجميع؛ فإن فهم شامل للسياق الذي سيتم فيه التكامل أمر بالغ الأهمية لتنفيذ فعال. يتضمن ذلك تقييم العوائق المحلية التي تعوق الوصول، والمعتقدات الاجتماعية والثقافية، والبنية التحتية الصحية الحالية، وفهم نقاط الاتصال الصحيحة بالإضافة إلى التفاعل مع المجتمعات والقادة المحليين وأصحاب المصلحة. ومن خلال تكييف التدخلات مع الظروف الفريدة لكل موقع، يمكن تحسين كفاءة وتأثير مبادرات تغيير سلوك النظافة والتطعيم المتكاملة، مما يؤدي في النهاية إلى تعزيز نتائج أفضل للصحة العامة.
ومن الأمثلة الرئيسية على هذا النهج هو المشروع الناجح في نيبال، حيث تم إجراء بحث أولي لفهم نظام التطعيم الروتيني الحالي وفحص محددات سلوكيات النظافة. وقد قادت وزارة الصحة والسكان هذا النهج الجديد لتعزيز النظافة العامة بدعم فني ومالي من منظمة WaterAid. تم تنفيذ المشروع التجريبي في الفترة من فبراير/شباط 2016 إلى يونيو/حزيران 2017 عبر أربع مقاطعات وكان يهدف إلى دمج تعزيز النظافة في برنامج التطعيم الروتيني في نيبال، بالتزامن مع الإدخال المخطط للقاح فيروس الروتا، وتحديد أفضل الممارسات لتوسيع نطاق هذا النهج على الصعيد الوطني. نجح المشروع التجريبي في دمج تعزيز النظافة من خلال آلية منتظمة لتقديم الخدمات وتحسين سلوكيات النظافة بشكل فعال من 2% خلال خط الأساس إلى 54% بعد عام واحد من التنفيذ.
بالإضافة إلى ذلك، أدى التكامل إلى زيادة تغطية التطعيم وتقليل معدلات التسرب والهدر في استخدام اللقاحات، وساهم في الوصول إلى السكان الذين يعيشون في المناطق التي تعتبر صعبة الوصول. ونتيجة لنجاح المشروع التجريبي، تم تمديد البرنامج لمدة ثلاث سنوات إضافية في نفس المناطق بتمويل مشترك من الحكومة. كما أدت تجربة البرنامج بنجاح، والتي شهدت تقديم فوائد واضحة في تغيير السلوك وزيادة القبول لتطعيمات اللقاحات، إلى اتخاذ قرار بتوسيع نطاقه على مستوى الوطن في عام 2019. وبدأ هذا التوسع رسمياً في يوليو 2020، عقب تفشي فيروس كورونا. وتضمَّنت الحزمة الترويج لغسل اليدين، ومعالجة المياه، ونظافة الأغذية، والحرص على نظافة المراحيض، وتشجيع الرضاعة الطبيعية حصراً. ونظرًا لانتشار جائحة كوفيد-19، شملت استراتيجية دمج النظافة الحالية في برنامج التطعيم الروتيني على المستوى الوطني أيضاً السلوكيات الإضافية المتعلقة بكوفيد-19، مثل ارتداء الكمامات والحفاظ على التباعد الاجتماعي لمواجهة تحديات الصحة العامة الناشئة.
من الجدير بالذكر أن الدروس الرئيسية المستفادة من هذا المشروع تشمل مشاركة الحكومة وقيادتها منذ بداية تنفيذه. حيث قدمت نتائج البحوث الأوليَّة تفاصيل واضحة عن الوضع والسكان وعوامل تحديد سلوك النظافة، ووضعت خرائط للعوامل المساعدة والمعوقات. وقد أظهرت هذه الحالة كيف أن تدخلات تغيير سلوك النظافة يمكن أن تكون فعّالة وجذابة ومدهشة على الصعيدين العاطفي والعقلي.
الصورة 6: متطوع في مجال الصحة المجتمعية يعرض لوحة قلاّبة للأمهات أثناء جلسة النظافة قبل التطعيم في نيبال. المصدر: ووتر إيد
وبالمقابل، أظهر مشروع في كينيا التحديات التي يمكن أن تنشأ عندما لا يتم إجراء البحوث الأولية. حيث قام المشروع بدمج تعزيز النظافة في التطعيمات الروتينية للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 12 شهرًا، والذين يحصلون على خدمات التطعيم من الأمهات. وقد تم توفير مجموعة من أدوات النظافة للأمهات، تتضمن الصابون وهيبوكلوريت الصوديوم (ووتر جارد) لمعالجة المياه المنزلية، إلى جانب كتيب تعليمي. وأشار تقييم المشروع إلى أن هذا التدخل ربما كان له تأثير إيجابي على معالجة المياه المنزلية المُبلغ عنها، وزيادة الوعي بأهمية النظافة، وتحسين سلوكيات النظافة في إحدى المناطق مقارنةً بالمناطق الأخرى. ومع ذلك، كان تأثير التدخُّل على توسيع نطاق التطعيم غير واضح. وعلى الرغم من زيادة نسب التنفيذ وتوسيع نطاق التطعيمات الحديثة خلال المتابعة في المناطق الحضرية في إحدى المقاطعات، لم تُلاحَظ أي تغييرات في نسب التطعيم في المناطق الريفية.
وتكمُن أحد الدروس الرئيسية المستفادة من هذا المشروع في أهمية فهم التحديات والعوائق الفريدة التي تواجهها المجتمعات في المناطق الريفية والحضرية من خلال إجراء البحوث الأوليَّة، بما في ذلك تقييم الاحتياجات.
تحليلات التفشي المتكامل (IOA) تُمثِّل نهجاً فعّالاً لفهم شامل لديناميات انتشار المرض. تهدف هذه الطريقة إلى تعزيز الرؤية الشمولية من خلال دمج مجموعة متنوعة من البيانات، مثل نظم المعلومات الصحية والمعلومات البيئية والظروف الاجتماعية والاقتصادية للمنطقة، والسياق الاجتماعي، بالإضافة إلى التفاعل مع المتخصصين في مجال الرعاية الصحية والبرامج الحالية. تمكن تطبيق نهج IOA وزارات الصحة وشركاؤها من مقارنة الاتجاهات مع المتوسطات الإقليمية والوطنية، وتحديد التغييرات المحتملة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن توفر إدراج البيانات النوعية رؤى أعمق حول العوامل التي تؤثر على التغيرات في النتائج الصحية.
في عام 2022، أجرت خلية التحليلات المتكاملة بحثًا باستخدام نهج IOA لاستكشاف العوامل المؤثرة على الإقبال على التطعيم في جمهورية الكونغو الديمقراطية. تم إجراء هذا البحث بعد عدم نجاح حملة التطعيم ضد شلل الأطفال التي نفذتها وزارة الصحة في تحقيق التغطية المستهدفة التي بلغت 90٪. حيثُ أظهر التحليل فهماً عميقاً للسياق الجنساني والاجتماعي والسلوكي والبيئي، وكان الهدف منه مساعدة في تصميم استراتيجيات الوقاية وتحسين تغطية التطعيم خلال الحملات المستقبلية. على سبيل المثال، كشفت البيانات النوعية أن القرارات المتعلقة بصحة الطفل تقع في الأساس على عاتق الأم، وأن الأب غالباً ما يتدخل فقط عندما تتعلق الأمور بالمال. وأشارت الدراسة إلى أن الوقت والمسافة يمكن أن تكونا عوامل عائقة في جلب الأطفال لتلقي التطعيمات الروتينية في جميع المناطق الصحية. كما أبرزت الدراسة أن هناك مستوى محدود من المعرفة حول التطعيم والفرق بين لقاحات شلل الأطفال وكوفيد-19. وتضمنت التوصيات الخاصة بإعداد خطة العمل (على سبيل المثال لا الحصر) تعزيز قدرات العاملين في مجال الصحة، وإشراك المجتمعات المحلية في تعزيز لقاح شلل الأطفال ولقاح كوفيد-19 كوسيلة للوقاية من خلال البث الإذاعي، وعقد مناقشات المجموعات المجتمعية (جلسات أسئلة وأجوبة)، والقيام بزيارات مُباشرة للمنازل، والإعلانات المنتظمة عن خطط التحصين ضد شلل الأطفال وكوفيد-19.
ملخص الدروس والإجراءات الرئيسية
الدروس الأساسية المستفادة من دمج برامج الترويج للقاحات واستيعابها، وبرامج تغيير سلوكيات النظافة | إجراءات لتحسين تكامل برامج اللقاحات وسلوك النظافة |
1) مشاركة المجتمع أمر أساسي: إن تعزيز قبول اللقاح ودمج توصيل اللقاح في برامج تغيير سلوك النظافة الحالية يتطلب المشاركة مع المجتمعات المحلية لفهم مخاوفهم ومعالجة أسئلتهم ومخاوفهم بشأن اللقاح.
| التعاون مع المؤثرين المحليين (مثل المعلمين وقادة القرى والزعماء الدينيين والمجموعات الشبابية والنسائية ومشاهير السينما/الموسيقى/التلفزيون) والمنظمات: يمكن أن يساعد العمل مع المؤثرين والمنظمات المحلية في بناء الثقة وتسهيل التواصل الفعَّال مع المجتمعات. ويمكن للشراكات المحلية أيضًا أن تساعد في تحديد ومعالجة التحديات المحلية في توصيل اللقاحات والترويج لها.
|
2) تعد الشراكة مع الحكومة المحلية أمرًا بالغ الأهمية: يتطلب دمج الترويج للقاحات وتقديمها في برامج تغيير سلوك النظافة الحالية تعاونًا وثيقًا مع الوكالات الحكومية لضمان التوصيل الفعال للقاحات، بما في ذلك معالجة التردد في اللقاحات، والمساواة في اللقاحات، وإدارة سلسلة التوريد، وسلسلة التبريد الخدمات اللوجستية.
| تعزيز التعاون: إن العمل مع الشركاء بما في ذلك وزارة الصحة والهيئات الحكومية الأخرى يمكن أن يمكّنك من الاستفادة من البنية التحتية الصحية الحالية لتوزيع اللقاحات ومعالجة التردد في اللقاحات من خلال حملات التوعية العامة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للتعاون أن يحسن إدارة سلسلة التوريد والخدمات اللوجستية لسلسلة التبريد، مما يضمن تخزين اللقاحات ونقلها في درجات الحرارة الصحيحة مع إعطاء الأولوية أيضًا لإنصاف اللقاحات للمجتمعات المهمشة.
تعزيز البنية التحتية الصحية: الاستثمار في تدريب العاملين في مجال الرعاية الصحية وبناء البنية التحتية الصحية، بما في ذلك التواصل بشأن المخاطر والمشاركة المجتمعية، ومرافق التخزين، والنقل، وأنظمة توصيل اللقاحات لتحسين توصيل اللقاحات والترويج لها. |
3) التكامل والإبداع منذ البداية: يتطلب ترويج اللقاحات وتقديمها حلولاً إبداعية، مثل استخدام العيادات المتنقلة، والعاملين في مجال الصحة المجتمعية، والنهج القائمة على التكنولوجيا لتحسين سلوكيات النظافة وتوزيع اللقاحات وتتبعها.
| تطوير حلول متكاملة لترويج اللقاحات وتوصيله: على سبيل المثال، وقد يفكر أصحاب المصلحة في توسيع استخدام العيادات المتنقلة وتوفير التدريب والموارد للعاملين في مجال الصحة المجتمعية، والاستثمار في الأساليب القائمة على التكنولوجيا التي تسهل توزيع اللقاحات وتتبعها. ومن الممكن أن تزيد هذه الإجراءات من إمكانية الوصول إلى اللقاحات، خاصة في المناطق التي يصعب الوصول إليها، وتحسين معدلات التغطية الشاملة باللقاحات. |
4) يجب أن تكون الأولوية في مجال اللقاحات: إن ضمان حصول الأشخاص الذين قد يكونون عرضة للتمييز والإقصاء على اللقاحات يتطلب تطوير استراتيجيات توزيع عادلة تعتمد على معايير الحاجة، دون النظر في الثروة أو الامتياز.
| الدعوة إلى المساواة في توزيع اللقاحات: قد يشمل ذلك توسيع مواقع التطعيم في المناطق المحرومة، والاستثمار في الحملات العامة، والتعاون مع قادة المجتمع لزيادة الثقة في اللقاح واستيعابه. بالإضافة إلى ذلك، فإن تنفيذ جهود التوعية المستهدفة وتقديم خيارات مرنة لجدولة اللقاحات يمكن أن يساعد في ضمان حصول المجتمعات المهمشة على اللقاحات.
|
5) التواصل الفعال أمر ضروري: يتطلب تعزيز قبول اللقاح واستيعابه التواصل الواضح والفعال مع المجتمعات حول سلامة وفعالية اللقاح ومعالجة المخاوف والمعلومات الخاطئة في الوقت المناسب وبطريقة متسقة ومتماسكة.
| تطوير استراتيجيات اتصال مستهدفة: يمكن أن تتضمن الاستراتيجيات المصممة خصيصًا لمعالجة التردد بشأن اللقاحات ونشر المعلومات الدقيقة استخدام اللغات المحلية وتصميم القنوات لضمان وصولها إلى مجموعات محددة. يُعد استخدام الراديو، على سبيل المثال، وسيلة فعالة للوصول إلى السكان في المناطق النائية.
|
6) تصميم الاستراتيجيات بما يتناسب مع السياق المحلي: يعد تصميم الاستراتيجيات بما يتناسب مع السياق المحلي أمرًا ضروريًا للتكامل الناجح لتغيير سلوك النظافة وبرامج التطعيم.
| تطوير فهم شامل للحواجز المحلية والمعتقدات الثقافية والبنية التحتية الصحية: يمكن أن يؤدي ذلك إلى تحسين كفاءة وتأثير تدخلات تغيير سلوك النظافة والمساعدة في ضمان التكامل الناجح في برامج التطعيم. إن المشاركة مع المجتمعات المحلية والتعاون مع الشركاء المحليين يمكن أن يساعد أيضًا في ضمان أن تكون التدخلات مناسبة ثقافيًا وتلبي الاحتياجات المحلية بشكل فعال. |
الاعتمادات:
تم إعداد هذا المُوجز التعليمي بواسطة أبرار الأسمري من مشروع الثقة باللقاحات في كلية لندن للصحة والطب الاستوائي (LSHTM). وقدمت آنا بوليو وجيني لامب وIndia Hotopf وفاطمة أحمد من نفس المشروع مساهمات قيِّمة. كما تمت مراجعة النص من قبل أوم براساد غوتام من WaterAid وجورجيا بلانك من Vaccine Data CoLab.
يقع مركز النظافة المعني بكوفيد-19 في كلية لندن للصحة والطب الاستوائي (LSHTM)، وتم تطويره بالشراكة مع مركز تكنولوجيا المياه والصرف الصحي بأسعار معقولة (CAWST) وWash'Em.
يتم تمويل مركز النظافة من قبل مكتب الكومنولث والتنمية الخارجية (FCDO).
تم تحقيق هذا المشروع بفضل المُساعدات المالية المُقدمة من حكومة المملكة المتحدة، ومع ذلك، فإن الآراء المعبّرة عنها لا تعكس بالضرورة السياسات الرسمية لحكومة المملكة المتحدة.