جميع المجموعات
مُوجز تعليمي: الوقاية والاستجابة لفيروس كورونا (كوفيد-19) والأمراض الأخرى المعدية: تحديد المجتمعات الضعيفة
مُوجز تعليمي: الوقاية والاستجابة لفيروس كورونا (كوفيد-19) والأمراض الأخرى المعدية: تحديد المجتمعات الضعيفة
T
بقلم: Translator
تم إجراء هذا التحديث منذ أكثر من أسبوع

يمكنك تحميل نسخة PDF من هذا الموجز من الرابط التالي هنا

ما يغطيهِ هذا الموجز

يُلخِّص هذا الموجز الاستراتيجيات الرئيسية لضمان دمج الأفراد الضُعفاء عند تخطيط وتنفيذ برامج الوقاية والاستجابة لفيروس كوفيد-19 (وغيرها من الأمراض المعدية) في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. يغطي الموجز:

  • كيف نحدد الضَّعف

  • لماذا يجب أن تكون برامج الوقاية والاستجابة لكوفيد-19 (وغيرها من الأمراض المعدية) شاملة للسكان الذين قد يكونون عرضة للخطر

  • الدروس الأساسية لتحسين تحديد وإدماج المجموعات التي قد تكون عُرضة للخطر في برامج كوفيد-19 (وغيرها من الأمراض المعدية).

لمن هذا الموجز

هذا الموجز موجه أساساً للمنظمات التي تعمل على تعزيز السلوكيات المتعلقة بالنظافة، مثل غسل اليدين بالماء والصابون، وممارسات سلسلة تأمين المياه عند جمع وتخزين مياه الشرب بصورة آمنة، واستخدام المراحيض. و هذه الأنشطة موجهة إلى حد كبير (ولكن ليس حصرياً) في قطاع المياه والصرف الصحي والنظافة العامة. كما يمكن أن يكون ذلك مفيدًا لتعزيز السلوكيات المرتبطة بالصحة العامة، مثل استخدام الكمامات وتقبُّل اللقاحات.

كيف قمنا بإعداد هذا الموجز

هذا الموجز يستند على الخبرات المستفادة من جولتين من البرامج التي تم تمويلها من قبل تحالف وتغيير السلوك والنظافة (HBCC)؛ من الأفراد العاملين في قطاع المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية ومراجعة سطحية للمنشورات حول الاستجابة للوباء. نقوم بتضمين علامات الاقتباس المباشرة حيثما أمكن ذلك، مع إعطاء المصدر التنظيمي بدلاً من الأفراد المحددين.

تحالف تغيير السلوك والنظافة (HBCC)

إن HBCC عبارة عن شراكة بين شركة يونيليفر Unilever ووزارة الخارجية وشؤون الكومنولث (FCDO) التي قدمت في البداية 125 مليون جنيه إسترليني (155 مليون دولار أمريكي) لتمويل برامج الاستجابة لـكوفيد-19 والذي يهدف إلى رفع مستوى الوعي وإظهار مبادئ النظافة. تم تنفيذ البرامج من قبل 21 منظمة في 38 دولة خلال الفترة ما بين مارس 2020 وديسمبر 2021 (HBCC-1).

الصورة 1: حملة النظافة التابعة لـ HBCC: الأيدي – الوجه – التباعد – السطح. المصدر: WSUP

تم تصميم الجولة الثانية من مبادرة HBCC - المعروفة أيضا بـ HBCC-2 - لتعزيز الاستعداد للأزمات المرتبطة بالصحة في المستقبل من خلال تعزيز القدرات المحلية. نفذت عشر منظمات في ثمانية عشر دولة برامج في الفترة من أبريل 2022 وحتى مارس 2023. وطُلب من شركاء المبادرة التركيز بشكلٍ أكبر على إدماج السكان الذين قد يكونون عرُضة للخطر.

من أجل تنفيذ المبادرة الثانية لـ HBCC (التي تعرف أيضا بـ HBCC-2)، قامت وزارة الخارجية والتعاون الدولي بتحديد المجموعات المعرضة للخطر، والتي تشمل االمُشردينً، واللاجئين، وفقراء المناطق الحضرية والريفية، والنساء، والأطفال، وذوي الاحتياجات الخاصة. وتم تعريف المجموعات التي قد تكون معرضة للخطر على أنها "معرضة لخطر الإصابة بكوفيد-19". يشمل ذلك البالغين الذين تجاوزوا سن الستين، والأشخاص ذوي الإعاقة، والأفراد الذين يعانون من ضعف في المناعة، وأولئك الذين يعانون من مشاكل صحية متعددة في نفس الوقت، بالإضافة إلى مقدمي الرعاية والعاملين في مجال الرعاية الصحية. سيتم شرح كيفية فهم مركز النظافة لفيروس كورونا (كوفيد-19) ونقاط الضعف لاحقاً في هذا الموجز.

موارد أخرى في مركز النظافة Hygiene Hub قد تكون ذات أهمية أيضًا، تشمل:

كيف نُحدِّد الضَّعف؟

الضعف يُعَدُّ مفهوماً أساسياً يجب مراعاته عند تصميم وتنفيذ برامج مكافحة الأمراض المُعدية، حيث يمكن أن يؤثر على النتائج الصحية والوصول إلى الرعاية الصحية بشكل كبير. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الأزمات عادةً ما تزيد من تفاقم نقاط الضعف واختلال توازن القوى القائمة. كما يلاحظ أن الأفراد الذين يعانون من سوء الحالة الصحية يتأثرون بتفشي الأمراض بشكل أكبر من الأشخاص الأصحاء، مما يؤدي إلى زيادة الفجوة الصحية.

على الرغم من التركيز المتزايد على مفهوم الضعف ضمن قطاع الصحة على مستوى عالمي في العقود الأخيرة، إلا أنه لا يوجد تعريف عالمي موحد لهذا المصطلح، وتختلف طرق التعامل مع هذا المصطلح. يمكن أن يؤدي هذا التباين إلى الارتباك وعرقلة عملية نقل المعرفة القائمة على الأدلة، مما يؤثر في نمط البرامج الاستجابية وفشلها في تلبية احتياجات السكان الذين قد يكونون عرضة للمخاطر، كما في حالات الأوبئة مثل، كوفيد-19 والكوارث الطبيعية والإيبولا.

على الرغم من وجود تعريفات عديدة، إلا أن الضعف يُعتبر عمومًا ظاهرة ديناميكية ومتعددة الأوجه، تعبر عن نفسها عبر أبعاد متعددة. وفي قطاع الصحة، يُنظر إليه عادة على أنه إما عامل مُسبب لضعف الصحة أو عائق أمام تحقيق صحة جيدة. ويترتبط هذا المفهوم ارتباطًا وثيقًا بمفهوم القوة، ومن الصعب دائمًا الوصول إلى السكان الذين يعانون من معدلات عالية من الضعف، بسبب نقص الدعم والتوجيه "الغير مرئي" بسبب عدم كفاية البيانات.

ولأغراض هذا المورد، سنعرّف الضعف بأنه "الدرجة التي يجد فيها السكان أو الأفراد صعوبة في توقع آثار الكوارث والتعامل معها ومقاومتها والتعافي منها. إنه يعكس "قابلية التأثر والمرونة" حسب تعريف منظمة الصحة العالمية. يشير هذا التعريف إلى حقيقة أن الضعف يعتبر "البعد الإنساني للكارثة" إذ يُعد محركاً ونتيجة للخطر في نفس الوقت. لمزيد من المعلومات، يُرجى الرجوع إلى هذه الصفحة من مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث (UNDRR.

الصورة 2: صيغة لحساب مخاطر الكوارث. المصدر: برنامج الأمم المتحدة للحد من الكوارث

وكما توضِّح الصيغة (الصورة2)، فإن الضعف يتأثر بالمخاطر والتعرض ويمكن تطويره من خلال طرق مختلفة. على سبيل المثال، الأشخاص الذين يعانون من أمراض سابقة لديهم استجابة خطرة أعلى لـ SARS-CoV-2 لأنهم أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات خطيرة. المجموعات المُعرَّضة للاستبعاد والتمييز لديها أيضًا استجابة أعلى للمخاطر. وقد يتعرض آخرون للفيروس بشكل غير متناسب - على سبيل المثال، العاملون الصحيون في الخطوط الأمامية. ثم لديك المجموعات التي لديها استجابة أعلى للمخاطر والتعرض لها، مثل العمال المهاجرين أو العاملات الصحيات أو كبار السن، الذين يواجهون خطر الاصابة بمضاعفات خطيرة ويتعرضونَ لهذهِ المُضاعفات عن طريق مقدمي الرعاية والعاملين في مجال الصحة. ومن المهم أن نفهم كيفية يتطور الضعف في هذه المجموعات، حيث يتطلب الأمر استجابات مختلفة.

للحصول على مزيد من المعلومات حول تعريف الضعف وتصوره، راجع مواردنا هنا.

لماذا يجب أن تكون برامج الوقاية والاستجابة لكوفيد-19 (وغيرها من الأمراض المعدية) شاملة للسكان الذين قد يكونون عرضة للخطر؟

يتوجَّب على البرامج التي تهدف إلى تحسين السلوكيات المرتبطة بالنظافة، بما في ذلك برامج المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية، أن تكون شاملة لمنع الأوبئة والتصدي لها. وهذا الأمر ضرورياً منذ البداية ويجب أن يستمر الاهتمام بالشمول على مدار الوقت للأسباب التالية:

تحتاج برامج المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية للوقاية من فيروس كورونا (كوفيد-19) والأمراض المعدية الأخرى والاستجابة لها إلى إجراء تقييم مستمر لضعف الإنسان. لضمان تحديد جميع الفئات المعرضة للخطر والتفاعل معها بفعالية وتوجيه الموارد بشكل فعال.

الدروس الأساسية لتحسين تحديد وإدراج المجموعات التي قد تكون معرضة للخطر في برامج الوقاية والاستجابة لكوفيد-19 (وغيرها من الأمراض المعدية).

لقد وضعنا دروسًا محددة لضمان تضمين الفئات الضعيفة المعرضة للمخاطر. وهذه الدروس تعتبر ضرورية عند تصميم وتنفيذ برامج مياه الشرب والصرف الصحي والنظافة الصحية للوقاية من فيروس كورونا (كوفيد-19) والأمراض المعدية الأخرى والتصَّدي لها. وتشمل هذه الدروس:

  1. الثقافة التنظيمية لا يُستهان بها: تتضمن الجوانب الرئيسية تدريب الموظفين ودمج الشمولية في عمليات العمل.

  2. إشراك الممولين: وتحديد وتأمين التمويل لتعزيز عمليات الإدماج.

  3. البيانات الضرورية موجودة بالفعل: يتيح هذا تحديد المجموعات المعرضة للخطر بسرعة وكفاءة.

  4. لا غنى عن التعاون مع الحكومة المحلية والمنظمات المحلية لتحديد المجموعات المحتملة المُعرَّضة للخطر.

  5. يمكن لمجتمعك أن يساعدك: قم بإشراكهم في تحديد الأشخاص الذين قد يكونون عرضة للخطر، أو الذين قد يعتبرون أنفسهم عرضة للخطر.

  6. تتغير الثغرات الأمنية بمرور الوقت: يجب مواصلة رصد الثغرات الأمنية على مدار مراحل المشروع لمواكبة التطورات.

  7. من الضروري استخلاص الدروس من البرنامج الحالي لتحسين تنفيذ المشاريع المستقبلية.

الدرس الأول: الثقافة التنظيمية لا يُستهان بها: تدريب الموظفين ودمج الشمولية في عمليات العمل.

عندما تلتزم المؤسسات بالشمولية، فإن النظر بعناية في نقاط الضعف في كل خطوة من العملية يعد أمرًا أساسيًا. ويساعد ذلك في تحديد الأشخاص الذين قد يكونون عرضة للخطر عند تخطيط البرامج وتنفيذها. ومن ثم يصبح الشمول ببساطة "جزءًا ضروريًا من عملية إنشاء المحتوى" مع "عمليات يتم إعدادها لمعالجة (الحواجز أو التحديات)" (المنظمة الدولية غير الحكومية، INGO).

عندما تكون لدى المنظمات ميزانيات واضحة لعملياتها وأدواتها القياسية القائمة المرجعية الخاصة بالمياه والصرف الصحي والنظافة الصحية الشاملة لكوفيد-19 (دراسة الحالة1)، ستكون في وضع أفضل للوقاية من الأمراض المعدية مثل كوفيد-19 والاستجابة لها. في مثل هذه المنظمات، يتطلب تصميم برنامج الوقاية والاستجابة لكوفيد-19 (لا) نهجًا مختلفًا تجاه الفئات السكانية الضعيفة عن برامج المياه والصرف الصحي والنظافة العامة العادية - مع التنبيه إلى أن تعريفات الضعف قد تكون مختلفة في برنامج كوفيد-19 (منظمة غير حكومية دولية).

دراسة الحالة 1: القائمة المرجعية الخاصة بالمياه والصرف الصحي والنظافة الصحية الشاملة لـكوفيد-19 الخاصة بمركز النظافة

قام مركز النظافة بتطوير قائمة مرجعية شاملة للمياه والصرف الصحي والنظافة الصحية لكوفيد-19 من خلال مراجعة ودمج أطر حقوق الإنسان الحالية وقوائم المراجعة الشاملة للمياه والصرف الصحي والنظافة الصحية. ُولي هذا النهج اهتماماً خاصاً لدمج الأشخاص ذوي الإعاقة وكبار السن ومقدمي الرعاية، الذين يعدون من الفئات الأكثر عرضة لخطر الإصابة بفيروس كورونا (كوفيد-19). ويمكن تطبيق هذا النهج عند تخطيط وتصميم ومراقبة وتقييم برامج المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية.

تحقيق التكامل وتطوير قدرات المُوظفين

إن تطبيق السياسات والأدوات والميزانيات ضرورية، ولكن من المهم أيضاً التأكُّد من توفُّر المعرفة والمهارات الضرورية لأعضاء الفريق لتحديد المجموعات المعرضة للخطر، سواء على مستوى التنظيم أو في المجتمع. يجسد توقيت التدريب أهمية بالغة؛ حيث يفضل أن يتلقى أعضاء الفريق التدريب عند انضمامهم للمؤسسة، كما ويجب كذلك تخصيص وقت للتدريب في مرحلة انطلاق البرنامج إذا لزم الأمر (مثلاً لأعضاء الفريق الجدد في البرنامج، أو حسب الحاجة فيما بعد). الاستمرار في توفير وسائل مشاركة للتعلم المستمر بشأن الدمج يمكن أن يسهم في دعم التحولات العقلية داخل المؤسسة.

هناك دورات تدريبية (مجانية) متاحة عبر الإنترنت، على سبيل المثال، دورة كايا لتقييم الاحتياجات في حالات الطوارئ والمساواة والتنوع والشمول. قد تختار بعض المنظمات أن يكون لديها دورات تدريبية داخلية (انظر دراسة الحالة 2). ويمكن أن تتاح هذه الدورات للشركاء مثل عمال الصحة في المجتمع عند الحاجة.

دراسة الحالة 2: برنامج HBCC التابع لشركة ووتر آيد في إثيوبيا ونيبال ونيجيريا وزامبيا.

قام برنامج HBCC التابع لمنظمة ووتر آيد بتدريب 34 من موظفي البرنامج في بلدانه الأربعة في مجال الإنصاف والشمول لتزويد الموظفين بالمعرفة والمهارات اللازمة لتحسين برمجة تغيير سلوك النظافة (HBC) التي تستهدف المجموعات التي قد تكون ضعيفة ومعرضة للخطر.

قام برنامج ووتر آيد التابع لـ HBCC في إثيوبيا بتدريب 54 من العاملين في مجال الإرشاد الصحي لتقديم تدخلات HBCC. غطت الدورة موضوعات كثيرة مثل تلقي لقاح كوفيد-19 (بما في ذلك التردد في تلقي اللقاح)، وارتداء الكمامة في الأماكن العامة والطُرق المزدحمة، والتباعد الجسدي في ظل الطُرق المزدحمة، وتنظيف الأسطح التي نلامسها؛ والكثير من السلوكيات الثانوية مثل معالجة المياه المنزلية بطُرق آمنة، والتعامل معها وتخزينها، وغسل اليدين بعد استخدام المراحيض وفي الأوقات الحرجة الأخرى، ونظافة الطعام. كما وسلَّط التدريب الضوء على جوانب دمج المجموعات الضعيفة والمُعرضة للخطر. وقدَّم رؤى عملية حول كيفية ضمان دمج هؤلاء الأشخاص في الجلسات المجتمعية، واستهداف الأسر التي تضم أشخاصًا قد يكونون معرضين للخطر أو معرضين للخطر لجلسات محددة لـ HBC.

كما حضَّر فريق مشروع HBCC التابع لـ ووتر آيد في زامبيا جلسة توجيهية حول المساواة والشمول في برامج HBCC خاصة للأشخاص المستهدفين الذين يعانون من الإعاقة وكبار السن. وألهم التدريب إجراء تغييرات على أدلة HBC حول كيفية إجراء أنشطة HBC في المجتمعات. سيقوم أبطال النظافة المدربون الآن بطرح جلسات HBC في أماكن مختلفة في المناطق المستهدفة.

الصورة 3: عرض لغسل اليدين في زامبيا. المصدر: ووتر إيد

تبيَّنت الحاجة إلى التدريب أيضاً في تقييم تدخلات سرطان الكبد الوبائي للأشخاص ذوي الإعاقة وكبار السن ومقدمي الرعاية في بنغلاديش وكينيا وإندونيسيا وسيراليون وزامبيا. وخَلُصَ التقييم إلى ما يلي:

أ) يحتاج موظفو البرنامج المشاركون في تصميم التدخل إلى تدريب مكثَّف حول شمول الإعاقة والشيخوخة.

ب) يحتاج الموظفون المشاركون في تقديم التدخل ومراقبته إلى تدريب مُخصَّص حول مراعاة الإعاقة والشيخوخة أثناء تنفيذ التدخل.

الدرس 2: إشراك الممولين: وتحديد وتأمين التمويل لتعزيز عمليات الإدماج.

أظهرت الأبحاث أن تدخلات HBCC-1 كانت أقل شمولاً على الأشخاص ذوي الإعاقة وكبار السن مقارنة بالأفراد الأصحَّاء أو الأصغر سناً (دراسة الحالة 3). ولم تُطلب وكالة التمويل الخاصة بمشاريع HBCC-1 من المنظمات بشكل صريح تضمين الأفراد ذوي الإعاقة وكبار السن.

دراسة الحالة 3: كانت تدخلات HBCC-1 أقل شمولية للأشخاص ذوي الإعاقة وكبار السن ومقدمي الرعاية لهم في بنغلاديش وكينيا وإندونيسيا وسيراليون وزامبيا

تمَّ إجراء تقييم لتدخلات HBCC-1 في خمس دول، وأظهر أنه على الرغم من أثرها الإيجابي في تحسين ممارسات النظافة الأساسية للوقاية من انتقال عدوى كوفيد-19، إلا أن هذه التدخلات كانت أقل شمولاً لفئات الأشخاص ذوي الإعاقة وكبار السن مقارنةً بالأفراد الأصغر سناً.

على الرغم من أن معظم المنظمات حددت الأشخاص ذوي الإعاقة وكبار السن ومقدمي الرعاية كمجموعات مستهدفة، إلا أن الأنشطة المحددة التي تشمل هذه الفئات كانت نادرة. وفي الحالات التي تم فيها تضمينهم، تم التركيز بشكل أساسي على تلبية الاحتياجات العملية والمادية دون دمج هذه الفئات في العملية الشاملة. وعلى سبيل المثال، كان بناء مرافق غسيل اليدين التي يمكن الوصول إليها بشكل أفضل هو الأمر الأبرز بدلاً من ضمان مشاركة هذه الفئات بشكلٍ فعَّال.

الصورة 4: مقابلة شخص من ذوي الإعاقة. المصدر: المركز الدولي لأبحاث أمراض الاسهال، بنغلادش-ICDDR,B

تبيّن أن مدى وصول الرسائل بين الأشخاص ذوي الإعاقة وكبار السن كان منخفضًا مٌقارنةً بأقرانهم، وخاصة بالنسبة للأشخاص الذين يواجهون قيودًا في التواصل والرعاية الذاتية والتذكر والسمع. ولم يتطلب التمويل الذي قدمته وكالة المشاريع (HBCC-1) بشكل صريح من المنظمات أن يتم دمج الأشخاص ذوي الإعاقة وكبار السن. وقد تم تضمين الإعاقة و/أو الشيخوخة عادةً في جميع برامجها (غير المتعلقة بالـHBCC). ومع ذلك، فقد فشلت الجهود في تحقيق التنوع الكامل للإعاقات.

جذب الممولين والتمويل

استناداً إلى الدروس المستفادة من HBCC-1 وHBCC-2، طلبت الجهة المانحة من الشركاء توجيه تركيزهم بشكلٍ أكبر على دمج السكان الذين قد يكونون عرضة للإصابة بكوفيد-19 أو الأكثر عرضة لخطر الإصابة بالمرض والوفاة بسببه. المرض. وأعرب أحد شركاء المشروع عن تقديره لهذا التوجه. ووجدوا أنها تدعم جهود الدعوة الداخلية لتعزيز إدماج السكان الذين قد يكونون معرضين للخطر، كما أكدوا أنه من المهم أن "يتم التأكيد على أهمية ذلك منذ اليوم الأول بقوة، حتى عندما نوقع العقد" (INGO).

قياس مدى التضمين أو الشمول

ومع ذلك، كما أشار أحد شركاء المشروع، "يجب تحديد نقاط الضعف على المستوى المحلي"، وأيضاً "يجب تجنب الاعتماد على تعريف موحد للضعف عبر المواقع الجغرافية المختلفة" (منظمة غير حكومية دولية).

لذلك، يُقترح ترك تحديد الحاجة للشمولية ومعايير الضعف لوكالات المشروع، مع ترك الشركاء في المشروع لتحديد السكان المحليين الذين قد يكونون عرضة للخطر في برامجهم. يجب على الجهات المانحة تضمين تدابير المساءلة كجزء من متطلبات تقديم تقارير المشروع طوال فترة البرنامج (دراسة الحالة 4).

دراسة الحالة 4: مراجعة إدراج الإعاقة والشيخوخة في تدخلات تغيير سلوك النظافة أثناء كوفيد-19 باستخدام القائمة المرجعية الخاصة بالمياه والصرف الصحي والنظافة الصحية الشاملة لكوفيد-19

تم تطوير القائمة المرجعية الخاصة بالمياه والصرف الصحي والنظافة الصحية الشاملة لكوفيد-19 لدعم إدراج الإعاقة والشيخوخة ومقدمي الرعاية في التدخلات. يمكن تطبيق القائمة المرجعية أثناء تخطيط المشاريع وتصميمها ومراقبتها وتقييمها، ويمكن تقديم توصيات لتعزيز الشمول طوال دورة المشروع.

تم استخدام القائمة المرجعية لمراجعة إدراج برامج HBCC-1 (دراسة الحالة 3)، مع ملاحظة أن إدراج الإعاقة والشيخوخة لم يكن جزءًا من معايير تمويل الجهات المانحة.

وجدت المراجعة أنه على الرغم من أن وزارة الخارجية الأمريكية ذكرت أن التمويل يجب أن يكون شاملاً للإعاقة، إلا أن المقترحات ونماذج التقارير لم تُشجِّع صراحةً أو تتطلب إدراج الإعاقة والشيخوخة ضمن التدخلات. تمت مراجعة نماذج التقارير لدعم توثيق دمج الأشخاص ذوي الإعاقة وكبار السن ومقدمي الرعاية في مشاريعهم، على سبيل المثال، من خلال تضمين بيانات مصنفة عبر هذه المجموعات.

إن تنفيذ تمارين رسم الخرائط لتحديد الضعف وأنشطة المراقبة والتقييم التي تتطلب بيانات مُفصلة تتطلب تكاليف أكثر. يعد تتبع مشاركة الأشخاص الذين قد يكونون معرضين للخطر في البرامج أمرًا معقدًا. قد يتم إخفاء بعض الأشخاص عن الأنظار. سيكون من المفيد أن يضع الممولين تمويلًا محددًا.

المربع 1: كيفية قياس تضمين الأفراد الذين قد يكونون عرضة للضعف في البرامج

"العديد من المنظمات تقوم بجمع البيانات حول نطاق برامجها، وذلك لأغراض تقديم التقارير إلى الممولين. إلا أن تصنيف هذه البيانات لتتبع مشاركة الأشخاص الذين قد يكونون عرضة للخطر في البرامج يمثل تحدياً معقداً. وكما علق أحد شركاء HBCC: "لقد واجهنا صعوبة في مسألة كيفية الحساب" (المنظمات الدولية غير الحكومية).

لذا في هذه الحالات يُوصى باستخدام المعايير المعترف بها دوليًا لجمع البيانات. على سبيل المثال، استخدام مجموعة الأسئلة القصيرة التي تُقدمها مجموعة واشنطن حول الإعاقة لجمع البيانات حول الإعاقة.

قد يكون من الصعب جمع بيانات موحدة عن بعض أنواع الضعف (على سبيل المثال، الأشخاص الذين يعتبرون أنفسهم عرضة للخطر) كما أن تصنيف البيانات وحده (على سبيل المثال، حسب الإعاقة أو الفئة العمرية) لا يكفي عادة لتوجيه تصميم البرنامج.

ولذلك يوصى أيضاً باللجوء إلى الاستخدام المُكمِّل للنهج النوعي. على سبيل المثال، إجراء مقابلات (بطريقة آمنة) مع أفراد المجتمع لمناقشة تصوراتهم حول الضعف وتضمينهم في البرنامج.

الدرس 3: البيانات موجودة بالفعل: بسرعة حدِّد المجموعات التي قد تكون عُرضة للخطر.

يتطلَّب تحديد المجموعات المعرضة للخطر جمع البيانات، وهو عمل يتطلب الوقت والموارد، وكلاهما محدود خصوصاً في حالات تفشي الأمراض. تحديد الأفراد والأسر يستغرق وقتاً طويلاً بشكل خاص. فالعمل بسرعة على نطاق واسع ببيانات محدودة قد ينقص من دقة النتائج، ولكن التأخير قد يكلف الأرواح. لذا، يساعد تسريع عملية جمع البيانات في إدراج الأفراد الضعفاء في وقت أقرب.

بعض البيانات الكمية و/أو النوعية قد تكون متاحة بسهولة وتدعم تحديد المجموعات المعرضة للخطر بناءً على معايير الضعف المعتمدة على نطاق واسع، على سبيل المثال، العمر و/أو الجنس. وتشمل مصادر هذه البيانات الوكالات الحكومية ووكالات الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية والمنظمات غير الحكومية والمجموعات المجتمعية والمراكز الطبية ومقدمي البيانات الإنسانية وصور الأقمار الصناعية (يُرجى الرجوع للإطار 2 للحصول على أمثلة). ولا تُوفِّر هذه البيانات الموارد فحسب، بل تُقلل أيضًا من خطر تعرض المشاركين للإجهاد الناتج عن المشاركة.

يُفضل مراجعة البيانات من ثلاثة مصادر مختلفة (ما يُعرف بالتثليث). ويجب التأكد من أن المنهجية وأصحاب المصلحة والنتائج تلبي احتياجات الدراسة قبل استخدام بيانات الآخرين.

المربع 2: مواقع الويب المفيدة للوصول إلى البيانات الموجودة

  • ACAPS: يُلخلص معلومات كميَّة حول خطورة الأزمة.

  • نظام التنبيه العالمي للكوارث وتنسيق الاستجابة: يوفر إمكانية الوصول في الوقت الفعلي إلى أنظمة معلومات الكوارث المستندة إلى الويب وأدوات التنسيق ذات الصلة.

  • مصفوفة تتبع النزوح للمنظمة الدولية للهجرة : جمع وتحليل البيانات حول التنقل ونقاط الضعف واحتياجات السكان النازحين والمتنقلين.

  • مجموعة WASH العالمية / تصنيف خطورة WASH الخاص بـمنظمة REACH: مجموعة من الأدوات والبروتوكولات لتصنيف مدى خطورة ودوافع احتياجات WASH ونقاط الضعف بناءً على المعايير المعمول بها.

  • الوصول إلى خرائط الويب ولوحات المعلومات : يتم جمع البيانات الإنسانية وتحليلها لإنشاء لوحات معلومات مرئية وخرائط تفاعلية.

  • شبكة الإغاثة : تراقب وتجمع المعلومات من المصادر بما في ذلك الوكالات الإنسانية على المستويين الدولي والمحلي والحكومات ومراكز الفكر والمؤسسات البحثية ووسائل الإعلام.

  • مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية: تقارير الحالة وتبادل البيانات الإنسانية (بيانات حول السياق الذي تحدث فيه أزمة إنسانية (على سبيل المثال، البيانات الجغرافية المكانية)؛ وبيانات حول الأشخاص المتضررين من الأزمة واحتياجاتهم؛ وبيانات حول استجابة المنظمات والأشخاص تسعى لمساعدة من يحتاج إلى المساعدة).

  • ابحث أيضًا عن المصادر المحلية للبيانات، مثل تحليلات تفشي المرض المتكاملة (IOA/CAI) في جمهورية الكونغو الديمقراطية. تقوم IOA/CAI بدمج مصادر متعددة للبيانات بما في ذلك بيانات المراقبة وبيانات البرامج وبيانات الخدمة الصحية، لفهم الاتجاهات الصحية وديناميكيات تفشي المرض.

بناءً على الأبحاث التي أجريت في ليبيريا بعد تفشي مرض فيروس الإيبولا، تظهر إمكانية استخدام بيانات التعداد السكاني ومسح الأسر المعيشية لإنشاء خريطة توضح مواقع الأسر والسكان الذين يمكن أن يكونوا عُرضة للمرض (استخدام الفقر كمؤشر بديل في هذه الحالة).

يمكن تطبيق هذا النهج في سياقات أخرى تتعلق بالأمراض المعدية، ولكن يجب مراعاة الحدود الناجمة عنه. إن استخدام المؤشرات الكميَّة ومعايير الضعف المتداولة على نطاق واسع يسهل تقدير الضعف وتحديده، لكنه لا يتيح تتبع التغييرات الزمنية في نقاط الضعف، أو فهم كيفيَّة تصوُّر الأفراد والمجتمعات للضعف، أو التركيز على نقاط الضعف التي قد تكون فريدة للسياق المعين.

يمكن أن يكون رسم الخرائط هذا بمثابة خطوة أولى مفيدة في تخطيط توجيه الموارد. يلزم إجراء تحليل أكثر تفصيلاً داخل المناطق الجغرافية المحددة لتوجيه تصميم البرنامج تجدر الحاجة إلى التعاون مع الحكومة المحلية والمنظمات المحلية لتحديد المجموعات التي قد تكون معرضة للخطر (راجع الفقرة رقم 4). بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمجتمع أن يكون مساهمًا فعالًا من خلال المشاركة في تحديد الأفراد الذين قد يكونون عرضة للخطر أو الذين يرون أنفسهم كذلك (راجع الفقرة رقم 5).

الدرس 4: ضرورة: التعاون مع الحكومة المحلية والمنظمات المحلية لتحديد المجموعات التي قد تكون معرضة للخطر

عند بدء المشروع، يجب ألا تفترض إهمال الفئات الضعيفة. يمكن أن يؤدي جمع المعلومات حول المنظمات والبرامج الحالية إلى توفير الوقت وزيادة الموارد وتوفير البيانات ودعم العمل المحلي بعد انتهاء المشروع.

التعاون مع الحكومات المحلية والمنظمات المحلية التي تمثل المجموعات المهمشة (منظمات حقوق الإنسان) يمكن أن يسهم بشكل كبير في تحديد الأفراد الذين قد يكونون عرضة للخطر داخل المجتمع. على سبيل المثال، في سياق جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19)، يُمكن التعاون مع مجموعات حماية الطفل، ومنظمات الأشخاص ذوي الإعاقة (OPDs)، وجمعيات كبار السن (OPAs) والمجموعات النسائية.

خلُصَ تقييم تدخلات مركز النظافة وتغيير السلوك HBCC للأشخاص ذوي الإعاقة وكبار السن ومقدمي الرعاية في بنغلاديش وكينيا وإندونيسيا وسيراليون وزامبيا إلى أن التعاون المُثمر مع المنظمات الحكومية وغير الحكومية في تصميم وتنفيذ الأنشطة يساعد على تعزيز البرامج الشاملة، لكنه أشار إلى أنهُ يجب أن تكون هذهِ المشاركة ذات دلالة مع مشاركة قوية في البرنامج، والعمل كشركاء. ويمكن دعم ذلك، على سبيل المثال، من خلال تخصيص التمويل للمشاركة في البرامج التعاونية خاصة أن العديد من هذه المنظمات يعانون بالفعل من الأعباء ونقص التمويل. ومن الممكن أن يؤدي إدراجهم في التدريب إلى بناء الشراكات. توفر إرشادات المياه من أجل المرأة حول التعاون الفعال بين منظمات قطاع المياه ومنظمات الصحة الإنجابية تقدم مزيدًا من التوصيات العملية (انظر الصورة 5).

الصورة 5: أهم النصائح للشراكات الفعالة بين منظمات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية ومنظمات الصحة الإنجابية. المصدر: نساء من أجل المياه

تختلف الجهة التي يجب التعامل معها حسب المجال. وجدت منظمة غير حكومية دولية أن الحكومة الوطنية في نيبال كانت نشطة في جمع البيانات حول المجموعات التي قد تكون معرضة للخطر، في حين كان الزعماء الدينيون والمجتمعيون هم الأشخاص الرئيسيين الذين يجب التفاوض معهم في ميانمار.

كلما بدأت عملية المشاركة في وقت أبكر، كان ذلك أفضل. على سبيل المثال، حاولت المنظمة الدولية غير الحكومية "أن تشمل [المجموعات التمثيلية في مشاريع HBCC] ... عندما بدأنا في تصميم المواد، طلبت منهم أيضًا أن يقوموا بتنظيم مناقشات جماعية مكثفة للوصول إلى أعضاء محددين يمثلون جزءًا من مجتمعهم" (المنظمات الدولية غير الحكومية).

مثل هذه المشاركة في رسم خريطة للأشخاص الذين قد يكونون عرضة للخطر قد تتطلب موارد كبيرة. قد يؤدي العمل مع الآخرين إلى إبطاء التقدم في البداية عند تشكيل الفرق. مثلاً، "[تمديد] فترة التشاور... قبل البدء الفعلي في العمل الميداني... وقضاء وقت أطول في اتخاذ القرار بشأن كيفية القيام بالأشياء" (منظمة غير حكومية دولية). ومع ذلك، فإن مثل هذا الاستثمار يمكن أن يؤدي إلى نتائج أفضل في مكافحة الأوبئة وتحسين الصحة للجميع على المدى الطويل بسبب التحسينات المستدامة في ممارسات النظافة. في أفضل الحالات، سيُخصِّص الممولين تمويل محدد لرسم خرائط نقاط الضعف هذه (انظر الدرس 2. إشراك الممولين: وتحديد وتأمين التمويل لتعزيز عمليات الإدماج).

الدرس 5: يمكن لمجتمعك أن يساعدك: قم بإشراكهم في تحديد من قد يكون ضعيفًا، أو من قد يرى نفسه ضعيفًا

لن ترسم الخرائط الخارجية للمجتمع صورة كاملة. إن المجتمعات في وضع جيد لتحديد من قد يكون عرضة للخطر، ومن هو المعرض لخطر أن يصبح عرضة للخطر، ومن قد يرى نفسه على أنه ضعيف (والذي يمكن تعريفه بشكل مختلف عن كيفية تعريفه من قبل الآخرين).

ولذلك يجب أن تبرز مشاركة المجتمع في جميع الاستراتيجيات لتحديد من قد يكون عرضة للخطر أو من قد يرى نفسه عرضة للخطر. يجب أن تسترشد المشاركة بمعايير مثل معايير اليونيسف الدنيا للمشاركة المجتمعية لضمان تضمين المبادئ الأساسية بما في ذلك عدم الإضرار (الإطار 3) في جميع أنشطة المشاركة المجتمعية.

الصندوق 3: مبدأ عدم الإضرار ( اليونيسف، 2020 )

"تحمل المشاركة المجتمعية مخاطر وفرصًا للأفراد والمجتمعات. وفي حين أن المشاركة المجتمعية يمكن أن تزيد من الملكية والتمكين والمشاركة والاستفادة من الخدمات والقدرات المحلية، فإنها يمكن أن تؤدي إلى تكاليف مادية واقتصادية وسياسية واجتماعية. وقد ثبت، في كثير من الحالات، أنه يؤدي إلى تفاقم التمييز، والتوزيع غير العادل للموارد، والذي بدوره يُؤدي إلى الوصم، وسوء المعاملة. علاوة على ذلك، فإن الإدارة غير الآمنة لبيانات المشاركة المجتمعية يمكن أن تُثير مخاوف تتعلَّق بالخصوصية والأمن للسكان المتضررين.

حيثما توجد معايير الضعف، يجب أن تشمل المشاركة مع المجتمع الأشخاص الذين قد يكونون عرضة للخطر وفقًا لهذه المعايير، مع بذل كل الجهود لضمان أن تكون المشاركة شاملة وليست رمزية. على سبيل المثال، في سياق جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19)، يجب أن يتم التفاعل المباشر مع الأفراد الذين يعيشون في أوضاع فقر أكثر بدلاً من الاعتماد على المجتمع لتحديد هويتهم.

تقترح المعايير 1 (المشاركة) و3 (الشمول) و7 (التصميم المستنير) من معايير اليونيسف الدنيا للمشاركة المجتمعية استخدام تمارين رسم خرائط الضعف لتحديد المجموعات الممثلة تمثيلاً ناقصًا والمحرومة والضعيفة والمهمشة في المجتمعات. من المحتمل أن يكون لدى المنظمات تقييمات داخلية لنقاط الضعف، ولكن توجد إرشادات لأولئك الذين يرغبون في مراجعة ما يتم استخدامه حاليًا، بما في ذلك تيرفند: اختيار المستفيدين أثناء فيروس كورونا (كوفيد-19) .

دراسة الحالة 5: تمارين رسم خرائط نقاط الضعف أثناء تفشي الأمراض المعدية: بضع كلمات تحذيرية

وينبغي الحرص على التأكد من أن إجراء تقييمات الضعف لا يُعرِّض الأشخاص الذين قد يكونون عرضة للخطر لمزيد من المخاطر، على سبيل المثال، من خلال تعريضهم لخطر العدوى أثناء المقابلة وجهاً لوجه.

قد يكون جمع البيانات عن بعد عبر الهاتف أو الرسائل النصية القصيرة خيارًا، على سبيل المثال، تم استخدام الدراسات الاستقضائية المتنقلة لتحليل الأمن الغذائي في غينيا وليبيريا وسيراليون لدعم الاستجابة الطارئة للإيبولا. لكن جمع البيانات عن بعد له حدود.

أفاد معهد التنمية الخارجية (ODI) أن المُتحدثين الذين تمت مقابلتهم أثناء تفشي فيروس كورونا (كوفيد-19) وجدوا أن جمع البيانات عن بُعد أقل دقة من جمع البيانات وجهاً لوجه، لأنه، على سبيل المثال، حيث يصعب، على سبيل المثال، قياس مفاهيم أكثر تعقيداً مثل التغييرات في وسائل العيش أو الرفاهية. لذا يجب التحقق من هذه البيانات شخصياً.

قد تفشل التقييمات الرقمية أيضًا في الوصول إلى الفئات الأكثر تهميشًا والذين من المحتمل أن يفتقروا إلى إمكانية الوصول إلى الأجهزة الرقمية ("الفجوة الرقمية"): في مخيم بيدي بيدي، أوغندا، تقل احتمالات امتلاك النساء لهاتف محمول بنسبة 47%، و89٪ أقل احتمالًا للوصول إلى الإنترنت عبر هاتف محمول من الرجال.

وأخيرًا، يجب التأكُّد من أن التقييمات الرقمية " لا تسبب أي ضرر رقمي"، على سبيل المثال، من خلال التخفيف من المخاطر التي قد يتم فيها استخدام البيانات المجمعة بشكل غير سليم أو استغلالها من قبل الآخرين. وبسبب هذه المخاوف، خلُص معهد التنمية الخارجية إلى أنه " في بعض النواحي، لقد أكدت أزمة فيروس كورونا 19 الاعتماد الكبير الذي يفتقده قطاع المساعدات للتواصل والتفاعل وجهاً لوجه".

كما يجب أن تكون على دراية بأن وصف شخص أو مجموعة علنًا بأنهم قد يكونون عرضة للضعف قد يؤدي أيضًا إلى الوصمة. وتشمل التدابير الرامية إلى التخفيف من هذه الوصمة إجراء التقييمات بشكل منفصل (على سبيل المثال، بشكل آمن عبر الإنترنت أو في مكان خاص ومريح حيث لا يستطيع الآخرون الاستماع)، وحملات لإزالة الوصمة عن الحالات الصحية المرتبطة بالضعف، ولكنها مرتبطة بالوصم.

ما الوقائع التي تُشكِّل أهمية؟ استمع وتعلَّم من مصادر متعددة

يُنصح جمع البيانات (من مصادر مُتنوعة، بما في ذلك الموارد الموجودة، والحكومة المحلية والمنظمات المحلية، والمجتمع المحلي). وينبغي أيضًا تحديد معايير الاختيار - والمساعدة المُقدَّمة - بالتشاور مع الشركاء وأفراد المجتمع (ويمكن النظر في إجراء هذا عن بُعد). بعد ذلك، يجب توصيل هذه المعايير بوضوح. يمكن استخدام هذه المعايير لتحديد الأفراد المعنيين، والتفاعل معهم مباشرةً، مثل الاختيار الذاتي، أو باستخدام المسح، أو من خلال التعاون مع الأنظمة القائمة مثل المراكز الصحية والمدارس، التي تتعرف على احتياجات المجتمع المحلي.

وينبغي على الممولين تخصيص تمويل محدد لتنفيذ تمارين رسم خرائط نقاط الضعف هذه (يرجى الرجوع إلى الدرس 2: إشراك الممولين: وتحديد وتأمين التمويل لتعزيز عمليات الإدماج).

دراسة الحالة 6: تقييم نقاط الضعف السريع الذي أجرته منظمة ووتر آيد بسبب فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) في لوساكا، زامبيا

عملت منظمة ووتر آيد مع وزارة الصحة الزامبية ومجلس مدينة لوساكا وشركاء آخرين بدعم من Development Data (شركة استشارية مقرها في زامبيا) لإجراء تقييم سريع لقابلية التعرض لفيروس كوفيد-19 في لوساكا. ركز تقييم الضعف على نقاط الضعف المادية والاجتماعية والاقتصادية التي يواجهها الناس؛ آليات التكيف التي استخدموها؛ وبحثت في المعرفة والمواقف والممارسات بشأن كوفيد-19. وشمل التقييم مسحًا كميًا (431 مشاركًا) و20 مناقشة جماعية مركزة.

وساعدت النتائج في توليد أدلة لتوجيه التخطيط والبرمجة للاستجابة لكوفيد-19. على سبيل المثال، تم تحديد الفئات الأكثر ضعفًا في المناطق التي شملتها الدراسة الاستقصائية على أنها النساء والفتيات؛ الأشخاص الذين يعانون من الإعاقة؛ كبار السن وغيرهم من الذين يعانون من حالات طبية خطيرة. الأطفال؛ والأيتام. ومع ذلك، نظرًا لأن 88.7% من أولياء الأمور كانوا على استعداد لعودة أطفالهم إلى المدرسة، فقد تم تحديد الحاجة إلى إجراء مسح إضافي لجمع جميع القضايا المتعلقة بالمياه والصرف الصحي والنظافة الصحية لإدارة واحتواء كوفيد-19 في المدارس.

الصورة 6: محطات غسل اليدين. المصدر: منظمة ووتر آيد في زامبيا

من المهم أيضاً أن ندرك أن تحديد الضعف قد لا يترجم دائماً إلى إجراءات فورية. كما يشير أحد الشركاء الدوليين، "حتى عندما يعرف الشريك/المنظمون من هم الأسر الأكثر ضعفًا في المجتمع، فإن ذلك لا يعني بالضرورة أن لديهم القدرة على الوصول إليهم، بسبب القيود المحدودة للشريك، أو حتى عدم الحصول على الإذن للوصول إلى جميع الأسر."

الدرس 6: يتغير مفهوم الضعف مع مرور الوقت، لذا يجب متابعة رسم الخرائط لتحديد الضعف طوال فترة عمر المشروع.

رسم خرائط الضعف ليس تمرينًا لمرة واحدة: "من المرجح أن تتغير علامات الضعف من خلال الاستجابة لكوفيد-19 - على سبيل المثال، مع توفر اللقاحات، كان أولئك الذين اختاروا عدم التطعيم، بغض النظر عن أي معايير ضعف أخرى، أكثر عرضة للخطر (منظمة غير حكومية دولية). ولذلك من المهم الاستمرار في تحديد - والتعامل مع - المجموعات التي قد تكون معرضة للخطر خلال مراحل التخطيط والتقييم والتصميم والتنفيذ والمُراقبة والتقييم للبرامج.

لتحقيق ذلك، يجب أن تبقى تفاصيل الاتصال لجميع المجتمعات والمنظمات (على سبيل المثال، منظمات الأشخاص ذوي الإعاقة ومنظمات الأشخاص المسنين) والأفراد الذين تم التحدث إليهم محدثة، وضمان توفر آليات لتلقي الملاحظات بغرض اتخاذ أي توجيهات لمعايير اختيار الجماعات المتضررة.

الدرس 7: الدروس المستفادة لبرنامجك القادم: قُم بالتقييم لاستخلاص الدروس والتعلُّم منها لمشاريعك المستقبلية.

يستند هذا الموجز التعليمي على معلومات محدودة وتجارب أولية بشأن الاستجابة لفيروس كوفيد -19. هناك المزيد من الدروس التي يُمكن تعلُمها. بعضها سيكون عامًا، والبعض الآخر قد يكون خاصًا بالسياق. يمكن تحسين جميع الدروس السابقة في هذا الموجز التعليمي من خلال تجربتك.

إن التفكير في الدروس المستفادة باستخدام، على سبيل المثال، المراجعات اللاحقة للعمل وتمارين استخلاص المعلومات، يساعد على ترسيخ الشمولية في الثقافة التنظيمية. يمكن استخدام الدورات التدريبية في نهاية المشروع للتأكد من عدم فقدان المعرفة الجديدة.

أبدت إحدى منظمات المنظمات الدولية تعليقًا قائلة: "إحدى الأمور التي تم طرحها كمنطقة لم نتعامل معها بشكل جيد في ورشة العمل النهائية للتعلم [في إطار HBCC-1] كانت الشمولية... لذلك جعل ذلك العملية التفكير قليلاً في مكاتب بلادنا وأنفسنا أيضاً، لضمان أن نقوم بعمل جيد في التحسين القادم عندما يتعلق الأمر بالشمولية" (منظمة دولية).

نفس المنظمة الدولية عملت منذ ذلك الحين مع مكاتب الدول لاستعراض مشاريع HBCC-2، حيث تم التركيز بشكل خاص على مراحل اعتبار الشمولية؛ سواء تمت المشاورات مع الجماعات التي قد تكون عرضة للضعف أم لا؛ إذا تمت، فما هي قصص النجاح التي نتجت عن ذلك؛ وما هي التحديات التي واجهتها.

وقد أسفرت هذه العملية عن أن جميع مكاتب الدول اعتبرت الشمولية في مشاريع HBCC-2 من مرحلة التخطيط حتى مرحلة التقييم، مما أدى إلى حدوث عدد من قصص النجاح (دراسة الحالة 7).

دراسة الحالة 7: برنامج إنقاذ الطفولة التابع لمُنظمة HBCC في إثيوبيا والهند وباكستان وزيمبابوي

تشمل قصص النجاح نتيجة التعامل مع المجموعات التي قد تكون معرضة للخطر ما يلي:

  • وفي إثيوبيا، تم تحديث العروض المرئية لرسائل النظافة لتشمل صورًا بلغة الإشارة.

  • في الهند، قام فريق المشروع بتحديد مدرسة في ولاية ماهاراشترا تضم 100 طفلًا "ذوي القدرات المختلفة" مسجلين، وعقد جلسات لغسل اليدين بالصابون مع المعلمين.

  • وفي زيمبابوي، تمت إعادة تصميم محطات غسل اليدين التي لم يكن من الممكن استخدامها من قبل من قبل الأشخاص الذين يستخدمون الكراسي المتحركة لجعلها أسهل في الاستخدام (على سبيل المثال، عن طريق خفض الارتفاع)، وتم نقلها إلى أماكن يمكن للأشخاص الذين يستخدمون الكراسي المتحركة الوصول إليها.

نقاط التعلُّم الأساسية

  • "الضعف" هو ظاهرة ديناميكية ومتعددة الأوجه. سيتطلب رسم الخرائط لتحديد الأشخاص الذين قد يكونون عرضة للضعف (الالتزام بمبدأ عدم الإضرار) المشاركة مع الحكومات المحلية؛ المنظمات المحلية؛ والمجتمع المحلي طوال مدة المشروع.

  • يمكن أن يؤدي تحديد المجموعات التي قد تكون معرضة للخطر أثناء برامج الوقاية من الأمراض المعدية والاستجابة لها والتفاعل معها إلى أ) نتائج أفضل عند مكافحة تفشي الأمراض و ب) صحة أفضل للجميع على المدى الطويل.

  • ينبغي على الجهات الممولة تحديد الحاجة إلى برمجة شاملة في وكالات التمويل وتضمين تدابير المساءلة في متطلبات إعداد التقارير الخاصة بالمشروع. ولذلك ينبغي تخصيص الأموال لتقييمات الضعف وأنشطة المراقبة والتقييم اللاحقة.

الاعتمادات:

تم إعداد هذا المُوجز التعليمي بواسطة كلير روساتو سكوت، خبيرة مستقلة في مجال المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية. وتمت إضافة مساهمات قيمة من قبل إنديا هوتوف (مدرسة لندن للصحة العامة والطب الاستوائي)، وجيني لامب (مدرسة لندن للصحة العامة والطب الاستوائي)، ولورين دميلو-جوييت (مدرسة لندن للصحة العامة والطب الاستوائي) الذين يشكلون جزءًا من مركز النظافة Hygiene Hub، وداني بارينجتون (جامعة أستراليا الغربية). وتمت مراجعة النص من قبل بريان ريد (خبير مستقل في مجال المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية)، وسو كافيل (ووتر إيد)، وجولييت ويليتس (جامعة التكنولوجيا في سيدني).

نُشر في 25 أغسطس 2023.

يتم استضافة مركز النظافة الخاص بكوفيد-19 في كلية لندن للصحة والطب الاستوائي (LSHTM)، وقد تم تطويره بالتعاون مع مركز تكنولوجيا المياه والصرف الصحي بأسعار معقولة (CAWST) وWash'Em.

تم تمويل مركز النظافة من قبل وزارة الخارجية وشؤون الكومنولث (FCDO).

أصبح هذا المشروع مُمكناً بفضل الدعم المُقدَّم من حكومة المملكة المتحدة، ومع ذلك، فإن الآراء المعبر عنها لا تعكس بالضرورة سياسات حكومة المملكة المتحدة الرسمية.

هل أجاب هذا عن سؤالك؟